الأديب المصري / وحيد عبد الملاك يكتب قصيدة تحت عنوان " في مدينتنا"
في مدينتنا
محو الأسماء
والوجوه
كنا بيض بلا ملامح
كصفحة بيضاء
بكر
لم يغتصبها الحبر
ولم تعبث بها
أخطاء الإملاء
في مدينتنا
كانت الجدران
بلا دموع
بلا نبض
وكذلك القلوب
صرنا هواء
وخواء
وفراغ
وفارغين
تبحر فينا
الصفعة بلا ألم.
بلا ضجة
بلا ضجيج
لم نعد نحزن
ولم نعد نبكي
صرنا جدران
وأرصفة
وخراب
في مدينتنا
خرج الموت
بلا عودة
هاجر وغادر
لا بشر هنا
يصلحون للموت
في مدينتنا
كان الوداع مضحك
والانتظار مضحك
والكلام مضحك
لا اذان هنا لتسمع
ولا قلوب هنا
تصلح للنبض.
ككل الجداريين
اعتدنا لا شيء
وتعودنا لا شيء
كيف تغادر
كيف تعود
لما تبقى
كل شيء
هنا لا شيء
الجدران
تعيش بلا رفقة
لاتنتظر ولا تشتكي
مدينتنا عمياء
لا تجيد الدموع
أطفالها احجار
يكبرون ويكبرون
ويصيرون جدار
ماشاء الله..
لا شيء هنا
يدعو للقلق
او الرغبة
لا شيء هنا
يحتاج عينين
لا شيء هنا
يحتاج شفتين
ما ارخص
أحزان الجدران...
الأديب المصري / وحيد عبد الملاك يكتب قصيدة تحت عنوان " في مدينتنا"
Post A Comment: