الكاتبة اللبنانية / دعاء قاسم منصور تكتب نصًا تحت عنوان "بعد موتي"
بعد موتي...
بعد أن تتحقق أمنيتي ويُشاع خبر موتي في أرجاء المدينة وبين الأصدقاء، ستأتون تقرأون هذا النص بالتحديد بدايةً، بعدها سترجعون لقراءة نصوصي الموثقة جميعها- ربما أكون قبلها كاتبة مشهورة بِكتبِها التي قد تكون أخذت صدى كبير وحققت أرباح، ربما لم تأخذه ولكن متأكدة أنها ستحقق هذا بعد موتي... لكن لطالما تجاهلتمونها بإعتباركم أنني مراهقة حمقاء طائشة وبائسة، وبعدها تكتشفون أن كل ما كتبته هو صحيح وينطبق على أرض الواقع...
ستبحثون عن كتاباتي لأخذ منها الإقتباسات ووضعها حالات ومنشورات على حساباتكم الخاصة، وستعشقون أسلوبي الذي لا يُطيل النص ويُنهيه بسرعة، فلا هو بالأسلوب البسيط والجميل ولا هو بالأسلوب الممل الذي يجلب الرتابة للقارئ، فمن هو مؤمن بي وبكتاباتي دائم إخباري أن الكلمة الأولى تُمسِك الأخيرة من يديها، ما إن تبدأ بالقراءة مهما طال النص شيئ ما يُجبرك على المتابعة لوضع نقطة النهاية وفتح آفاق الفكر...
على الأقل ١٪ من الأشخاص سيعيش قصة مشابهة لما عشته وكتبتُ عنه، ولما تخيلته وظننتُ به وكذلك خطَّ قلمي عنه، و٥٪ من فئة الفتيات سيولدنَ متمردات منفردات بتفكير خاص، متحررات القلب والعقل، ممن يعترفنَ بعيوبهنَ ويفخرنَ بها، ممن يضعنَ القيود والمبادئ لنفسهنَ ولا يسمحنَ بتخطيها من أي كان من يَكُن، ستكن ترى نفسها تستحق الكثير والكثير ولا ترضى بالقليل ولو كانت روحها بمن يستخِفُ بها تتخلى عنه... فئة ستكون ترى الدنيا بالشكل الصحيح، ترى الكذِب والخيانة والبدايات الجميلة فقط، تُؤمن بيوم جميل لكن تعي جيّداً أنه من الصعب مجيئه لأننا نعيش وسط أقذر مجموعة بشرية على الإطلاق، لا تترك ثقتها تتحرر كعقلها، تنتظر الأسوء من الاقرب والأحب لقلبها..
بعد موتي ستنشرون هذا النص، وترفقون معه، "كان قلبها يُخبرها أن نهايتها قريبة، كانت ترى الدنيا لا تستحق وليست مكان للعيش الجميل فاختارت المكان الأجمل بجانب الخالق الأكثر حنان من البشر، كانت ترى حقيقة البشر وليست بسوداوية لكن هي واقعية ومتصارحة مع نفسها..."
بعد موتي، ولا أعلم تاريخ هذا الحدث أتمنى أن يكون تاريخ مميز، تُخلّد به ذكراي في روح شخص واحد من هذه المجموعة على الأقل، وذكرى كتاباتي فيكون من السهل تذكره... فكلما كان التاريخ مميّز الجميع يتحدث عنه فهناك من يتذكره ة، ويقرأ شخص واحد على الأقل الفاتحة عن روحي!!
بعد موتي سأراكم وأنتم توثقون كتاباتي وتعترفون بتميّزي وواقعيتي وتصوري ورؤيتي الصائبة للحياة، حينها صحيح يكون قد فات الأوان على أن تقولوها بوجهي لكن أتمنى أن تقرأون ما بين سطوري وتأخذون حذركم من الدنيا التي أكون قد نجوتُ منها بأعجوبة!!
بعد موتي، ستحبونني فجأةً وستُعجبون بي بشكل هستيري، ولو رأيتُ هذا الحب الصادق في الحقيقة بين البشر ما قبل الموت لما كتبتُ الكثير من النصوص ولما وصفت أننا نعيش وسط أقذر وأحقر مجموعة بشرية على الإطلاق..
بعد موتي... لن أكتب من جديد لكن سيصلكم ما هو مخبأ من كتاباتي لإحيائي من جديد!
الكاتبة اللبنانية / دعاء قاسم منصور تكتب نصًا تحت عنوان "بعد موتي"
Post A Comment: