الكاتبة المصرية / دكتورة. منى قابل تكتب نصًا تحت عنوان "لا تحبي شاعرا"
صديقتي الرقيقة
قرأت رسالتك، علمت أنه شاعر ، ألم أحذرك من قبل؟ ليكن، لن أَمَل نصحك، فقلبي الوفي لن يستمريء ذات يوم عذابك.
أكرر يا حبيبتي، لا تُحبي شاعرًا. متقلب، مزاجي، سريع التغيير، بطيء الإستجابة لأحداث عالمك،
إن أحبك حقا؛ فسيحب ما يشعر به معكِ وليس أنت
سيكون شعاره حين تغربين، بالتأكيد ستشرق شمسٌ غيرها ذات يوم.
إياك يا صديقتي أن تُغرمي بحلاوة ما ستتذوقين من بحوره.لأنك حتمًا ستتألمين من نوبات الغرق المتكررة.
سيلقبك بكل النعوت، متبوعة بياء الملكية
فأنتِ ، ساحرتي، ملهمتي، أميرتي،فاتنتي
وينسج من تفاصيلك أبياتا وقصائد، قد تستحيلين على يده يومًا إلى ديوان ينال عنه جائزة كبرى، لكنه سيتسلمها وحده، الشاعر لا يتقن عشق كل دواوينه بمساواة مطلقة.
لا يهمه إن رصع قافيته بدموعك وهو يقسم لك أن عيونك تسقط لآلئا.
سيقسم أنكِ سحرتيه، ويستحلفك ألا تتوقفي عن قراءة التعاويذ حتى لا يخرج من أسرك، بينما يشكو سرًا لأبيات قصيدته المفضلة طوقا طوقتي به عنقه.
سيقتلكِ بحروفه، يحييكِ بها.
سيحييكِ على الورق آلاف المرات، ثم يعود ويقتلك دون اكتراث.
سيعيش عالمه هو، ووطنه هو، وستظلين "ضيفة" في معظم الأحوال ثقيلة على خياله وبراحه مهما حاولتِ ألا تكوني.
سيحب صمتك مليًا ، ولن يستمع لثرثرتك يومًا.
كل التفاصيل عنده غاية في الأهمية، حتى وإن كانت عيونك لا تراها
قد يكتب وهو يأكل، يقبل ملعقته إن ألهمته قافية جديدة.
أغانيه مقدسة، كتبه آلهة، تراصت على رفوفه بإحكام وترتيب ليس مسموح لك الإخلال به.
دائما ستكونين جمهوره الأول رغم أنفك،
يصب في أذنك ما يحلو له.
قد يستيقظ ليلاً كما المسحور ويلتقط قلمه بدلا من التقاط شفتيك، ويظل ينزف لساعات
بينما تزرفين أنت دموعًا
فيجمعها ليمحو بها اخطاءه الإملائية،ربما يجمع صرخاتك ليصنع تصريعًا هنا وجناسًا هناك
وينتهي به الأمر وهو لنفسه يصفق
حتى وأنت تدريجيا تنطفئين.
الكاتبة المصرية / دكتورة. منى قابل تكتب نصًا تحت عنوان "لا تحبي شاعرا"
Post A Comment: