الناقد المغربي / علال الجعدوني يكتب : ورقة أدبية مقتضبة فيما تغردت به الزجالة فاطمة جليدي
****
العيد بلا اصواب
بلا اجماعت لحباب
بلا ضحكتْ لميمة
بلا ضمتْ الاب
ماهُو عيد ما هُو عيد
وااالقلوب الصافية
بلمحبة الوافية
نقيو لقلوب
رسمو لمحبة
صلة الرحم شهدة
نغمسوها كاملين
ببركة مولانا لحنين
تكفانا ويشيط الخير
نذوقو احبابنا وجيرانا
خوتنا واصحابنا
تعيدو وتعاودو
فطاعة ربي
وارضاة لوالدين
زجلية فاطمة جليدي الشاعرة
يعتبر الزجل فن تعبيري قوي بل عشق لا مثيل له كفن متشبع بالموروث الشعبي الأصيل ،اصطبغ بالأصالة المنجدرة في عمق الحضارة والذي بقي عالقا بالذاكرة الإنسانية على مر العصور ليطفح كفن شفهي انطلاقا من الأندلس ولو أن هناك من يرده إلى أبعد من ذلك ، إلى قدم القدم ... مما سينطلق هذا الإبداع الجميل في رحلة صوفية إلى خلوة الذات ليتنفس به فن الزجل ويرقى ليشرب منه كل عاشق لعبق الإيقاع النابع من الأعماق دون تنمق أو تصنع ليصبح بين الزجالين شعلة إلى حد الهوس ..
والزجالة فاطمة جليدي ارتوت من حوض هذا الفن لتبحر في بحوره بتأشيرة عبور نحو تخليد زجليات سكنت الروح والذاكرة ملتحفة حبائل الإبداع بما يخالج أعماق الذات .
وبالرجوع لزجليتها المنشورة على صفحتها نقرأ في مضمونها أنه لم يعد هناك طعما للعيد بدون جماعة الأحباب والأهل ، وضحكة الأبوين ، وصفاء القلوب ، وصلة الرحم ...إلخ
صحيح أن للعيد ذوق رفيعا يختلف عن كل المناسبات الاجتماعيه ، لكن اليوم كل شيء تغير لظروف خاصه قد تكون ناتجة عن تركيبة الواقع المعيشي الذي اختفت فيه تلك العادات والتقاليد الفياضة بالمحبة ...
فزجلية الزجالة فاطمة جليدي تغريدة جميلة هي من نبض تحولات طبيعة المجمع وما جرى على كوكب الأرض ، بحيث نجدها انتقت كلمات مصورة المشهد الزجلي بتركيبة دقيقة ترتق في رحابها خيبات حاضر العيد بلا سند عائلي ...لقد سكبت مشاعر ذاتها ببوح زجلي يسبر الأعماق مبحرة في حنايا الأحاسيس بحصرة على طابع العيد الذي تحول من طبيعة إلى أخرى بلا طعم ...
فتحية للزجالة المبدعة على هذا النص الراقي لكونها استجلت كوامن النفس وهي تسبح في عرصات مخيال صادق على صهوة المجاز والانزياح مليئة بالشجن الدفين والقلق الوجودي ...
يمكن اختتام القول باعتبار زجليتها وهاجة قريبة من نفس الإنسان ...أتمنى لها التوفيق والنجاح المستمر في ابداعاتها ...
الناقد المغربي / علال الجعدوني يكتب : ورقة أدبية مقتضبة فيما تغردت به الزجالة فاطمة جليدي
Post A Comment: