الأديبة السورية / دكتورة فادية كنهوش تكتب "مباركة الأيدي التي" 




"يمكنك أن تفرك يديك ببعضها لثوان معدودة فأنت تفعِّل طاقة فيك تسّمى (تشي) ثم ضعها على موضع مؤلم من جسدك أو جسد من تحب فستشعر بالحرارة...أتركها حتى تشعر أو يشعر الآخر بالارتياح"..

 قرأت ذلك على إحدى الصفحات  فتذكرت إنني ( عن غير اطلاع ) كنت أمارس ذلك مع أولادي الصغار أو مع زوجي بدافع التعاطف مع الألم حتى إنني كنت أشعر بنفس ألامهم في جسدي...فمثلا إذا كان طفلي يعاني من وجع في البطن فكان ذلك الوجع ينتقل إليّ تلقائيا عندما أفرك له بطنه واحتضنه...كنت أرفق ذلك بالصلاة وما الصلاة إلا محبة سامية...وكان ذلك يجري فعلا...هناك طبعا من مارسوا العلاج بالطاقة..خصوصا عبر طاقة اليدين...الفكرة هي أن اليدين قد تكون أداة إجرام ...ولكنها أولا خُلِقت لتكون مباركة وبركة...

مباركة هي الأيدي التي تعانق، تعتني، تحب وتقبّل...

مباركة هي الأيدي التي تشفي، التي تحرث وتزرع وتبني، التي ترمم ما انكسر...

مباركة هي الأيدي التي تطبخ وتُطعم...

مباركة الأيدي التي تبدع وترسم وتطرّز  وتنحت الجمال وتعزف الموسيقى ...

مباركة هي الأيدي الممدودة بحرارة لتصافح أيدي الآخرين وتتعاطف معهم...

مباركة هي الأيدي التي تكتب للخير والتآخي ..

مباركة هي الأيدي  الكريمة التي تمسك  بالمحتاج بثبات وتواضع...

لذا كتبت له :"

يداك..

تذكرتا سفر إلى عوالم حانية

اختزلتها مساحات اللمس

 في روحي وفي جسدي

يداك ..

حافظة أحلامي وذكرياتي

أشتاقها شوق الصبا لدار طفولة وأجداد

شوق مهاجر لوطن تاقت للقياه الرفات

يداك.. 

أجمل مطارح عمري

اغتسلت بدمعي، غرقت بقبلاتي

وفاضت نورا في ظلماتي

يداك..

رفيقة دربي

داعبت شعري وهدهدت كتفي

ولملمت كباقات الزهر

أجمل ضحكاتي

يداك..

نبع نور ودفء

لا زالت تخفق له 

عشقا فراشاتي

...


الأديبة السورية / دكتورة فادية كنهوش تكتب "مباركة الأيدي التي"



الأديبة السورية / دكتورة فادية كنهوش تكتب "مباركة الأيدي التي" 




Share To: