الكاتبة المصرية / خلود أيمن تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الجريمة المُلفَّقة" 


الكاتبة المصرية / خلود أيمن تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الجريمة المُلفَّقة"


أشار إليه القاضي بأصابع الاتهام فظل يدافع عن نفسه ويلقي بالأعذار الواحدة تلو الأخرى لينفي ارتكابه لتلك الجريمة الشنعاء المتمثلة في قتل أحد المواطنين الشرفاء لأجل الحصول على ماله و سطو منزله و محاولة سرقة كل ما به من محتويات ، 

وهذا ما رواه المُتهَّم ؛ لقد حضر المحامي المُوكَّل بقضيتي وحاول أنْ يترافع في تلك القضية المستعصية التي أصر فيها القاضي على إذنابي فقد استخدم كل الحِيَّل و نصوص القانون المُشرَّعة في محاولة إنقاذي من حبل المشنقة ولكن دون جدوى ، فما العمل إذاً لقد ترحلت إلى النيابة ثم حُكِم علىّ بالحبس المُشدَّد لحين الانتهاء من التحقيق في القضية و ثبوت التهمة علىّ أو إيجاد أي ثغرة تُطْلِق سراحي وتخرجني من ذلك الهلاك الذي سيطولني و يودي بحياتي للنهاية في غمضة عين ، فكيف سيتمكنون من القيام بذلك ؟، ظل المحامي يحاول ويحاول بأقصى قوته وجهوده ويبحث بين طيات الكتب ويغوص في أغوارها محاولاً استخراج أي نص يساعده على كشف تلك المكيدة التي دُبِّرت ضدي للإيقاع بي و رؤيتي خلف القضبان وكيفية تخليصي منها وها قد وجد شيئاً أمامه بمحض الصدفة وتَذكَّر الأحداث التي سردتها له من قَبْل وحاول ربطها مع النصوص التي وقعت تحت يديه ليتوصل إلى تلك النتيجة المُبْهِرة التي لم تكن في الحسبان والتي ستساعدني على الخروج من ذلك المأزق اللعين الذي تورطت به رغم براءتي على حين غرة فلم يكن على الخاطر مطلقاً ، فلقد استحضرتني المحكمة في صباح اليوم التالي و أُجرِي فتح القضية من جديد و التحقيق فيها والتحقق من أنها تهمة مُلفَّقة بحضور الشهود للإدلاء بأقوالهم مرةً أخرى لعل أحداً منهم يتذكر أي أمر أو مشهد يساهم في حل تلك المشكلة العويصة التي أوقعني بها أحدهم ، فلقد ثبت فيما بعد أنها كانت بفعل فاعل يَضمُر لي بعض الشر والبغض فأراد التخلص مني و الزج بي في السجن ولا أعلم ما الغرض من ذلك أو ما الذي ارتكبته بحقه حتى يدفعه لذلك الأمر الغامض البغيض ؟ ، فدعونا نرى لقد اتبعني ذلك الشخص قيد الحديث تلك الليلة ورآه أحد الحاضرين في المحكمة والذي كان أحد سكان ذلك الحى الذي نقطن فيه وقد اعترف بذلك وأقر بأنه ذهب في الحال واحضر ملابس مُشابِهة لما أملك و قرر ارتكاب تلك الواقعة آملاً في تحسين مستواه المعيشي بعد الحصول على المال ولما تم القبض عليه اعترف بأنه ليس الجاني الحقيقي وبأنه شبيه له و فَرَّ هارباً بفعلته الدنيئة بعد أنْ اعترف علىّ و قرر الزج بحياتي في طريق مسدود ، فلقد انكشف الحق و زهق الباطل وجاري البحث عنه مرةً ثانية حتى ينال عِقابه على تلك الأفعال المؤذية من محاولة السرقة والقتل وإسقاطها علىّ أيضاً دون مبرر واضح أو أي وجه حق ..



الكاتبة المصرية / خلود أيمن تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الجريمة المُلفَّقة" 



Share To: