الكاتبة العامرية / يثرب عمر صالح تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الثانوية" 




كل شيء مختلفٌ حولي

وكأن الدنيا كلها أصبحت جديدة 

قلبي يرقص على أنغام السعادة

وجوه، جديدة، ملابسي الجديدة

يظهر لمعان بريقها في العيون

خماري الجديد الذي يغطي نوره وجهي فيزيدني أكثر اشراقةً وجمالاً واحتشاما

أقف أمام بوابة المدرسة أتأمل الفتيات وكأني كنت أختار من بينهن صديقة تصادقني 

في كل شيء في فرحي وفي بأسي 

وبينما انا شاردة في أحلأمي .


يا فتاة الآ ترين أنّ الطابور قد بدأ؟

ماذا تفعلين عندك؟ هيا إذهبي بسرعة.. 

المعلمات! هن أكثر مَن كنت أحمل الخوف تجاههن..!

المعلمة كانت بالنسبة لي شيء مخيف

كان لدي أعتقاد واحد عنهن ؛ إذا لم انفذ ماتقوله بالتأكيد ستضربني. 

ركضت وانا امسك بحقيبتي أتأكد من أنها لن تسقط أثناء ركضي ؛ حتى وصلت آخر صف في الطابور

وحين وصولي كانت المديرة تلقي قوانين ولوائح للطالبات الجدد ويجب عليهن الإلتزام بها لأنها تعرف جيدا أن هناك من سيخالف تلك اللوائح المدرسية لهذا بدأت في تأكيد وتكرار كلامها وتواعدهن بالعقوبات القاسيه لمن يخالف أمرها .

اما عني فكنت فتات بسيطة جدً

لا تحب الإختلاط والإنخراط بين الناس منذ ان كنت طفلة اعتمد على أخواتي في كل شيء ولكن هذة المرحلة اراد الله ان يجعلني اعتمد على نفسي لهذا خرجت أختي من المدرسة وأنا دخلت بعدها لأنها كانت قد أكملت مهمتها الثانوية ولو كانت معي لما كنت أعتمد على نفسي وأحارب خوفي ولكن أُختي تركت لي روحها الطيبه في المدرسة فقد زرعت طوال فترة دراستها المعاملة الطيبة وجئت من بعدها لأحصد ماقد زرعته أختي من الطيبات.

دخلت الصف فوجدت معي صديقات من الإبتدائية شعرت الآن بالأمان ومن ثم جأت مُدرسة الرياضيات عندها تبددت كل ملامح السعادة وضاق قلبي هذا لأني لم اتفق يوماً مع السيد رياضيات كان يُكن لي الكُره الشديد، وأنا أيضا أكن له نفس الكُره؛ أحببت جميع المواد الدراسية عداه هو الذي كان يعيق طريقي.

كانت هناك  فتاة تجلس في القسم المقابل لي هي فتاة مرحه جدً سمراء البشرة جميلة ذات ابتسامه عريضة تسحر كل الناس ولكن كانت لها نظرة تقتل من دون سلاح بل تفتك فتك

جَلستُ أنا في مقعدي أَحدق أمامي في ذاك اليوم لم أحضِر كراس الرياضيات فطلبت من زميلاتي أن تعيرني ورقه فارغة ريثما أحضر كراسي فشقت زميلتي ورقة من منتصف الأوراق ولكن طارت مني تلك الورقة فنزلت تحت أقدام تلك الفتاة في القسم المقابل لي

نظرتُ إليه وبادرت بإبتسامة لطيفة ثم ؛

لو سمحتي أعطيني تلك الورقة التي تحت قدميكِ .

رفعت رأسها مُحدقة بتلك النظرة القاتلة فأنزلت كفها إلى حيث قدميها وتناولت الورقة وبدأت تقلبها يمنةً ويسرا ، وطوتها بين كفيها وكأن شيء لم يكن كررت لها كلامي ظانةً منها أنها لم تسمعني جيداً ولكن لم تبالي بل زادتني تحديقاً وللحظة خفت منها وظننت أنها زعيمة أحد

العصابات ؛ وبعد قليل ...


تفضلي ورقتكِ.. قالتها مع إبتسامة غريبه لم أفهم ماكانت تحمله تلك الإبتسامة ولكن لم أُبالي لها كثيراً ومنذ ذاك الموقف ومع تكرار المواقف بيننا أصبحنا أصدقاءً بل أكثر من أصدقاء أصبحنا نتشارك كل شيء وأصبحت أنا هي وهي أنا 


كانت أيام لها إيقاع عزفناه بمحبتنا وبمشاركتنا يدً بيد


الكاتبة العامرية / يثرب عمر صالح تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الثانوية"




الكاتبة العامرية / يثرب عمر صالح تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الثانوية" 




Share To: