الكاتبة التونسية / رنيم عثمان تكتب نصًا تحت عنوان "مهاجر"
مهاجر ما بين البر و البحر ..
مهاجر ما بين الحياة و الموت ..
مهاجر ما بين الواقع و الخيال ..
مهاجر ما بين الكذب و الحقيقة ..
اختار الهرب طريقا له ، غاص بين أعماق البحار ، تاه بين أمواجه ، أمواج اعتقد أننها خلاصه الوحيد ، طريقه للتغير ... طريقه للنسيان ..
مسافر ..
مسافر بدون وجهة ..
مسافر بلا تذاكر ..
مسافر لبلد الغرباء ...
مسافر بدون أمتعة .. ذاهب إلى المجهول ..
أخذ القليل من أدباشه في حقيبة ، ارتدى ثيابه البالية، قبل رأس والدته للمرة الأخيرة ، لم يستطع النظر إلى عينيها ، خرج من دون أن يواجهها، خرج من ذاك المنزل بلا عودة ..
توجه إلى الرمال الكثيرة و البحار الهالكة ...
مغترب ...
مغترب عن بلده ، عن والدته ، عن والده ...
مغترب عن حياته ، عن واقعه ، عن حقيقته ...
مغترب عن ما فعل و ما سيفعل ...
مغترب عن ما فعلوا به و من ظلموه ..
اقتصر فقط على الهرب ، لم يرد مواجهة أحد ، لم يرد أن يعاتب أو يلوم أحد ، قرر فقط الإبتعاد ، الرحيل من عالمه البائس ، مغادرة كل ما يضره و يلحق به الأذى ..
خاطر بحياته ، خاطر بسنينه، خاطر بعمره فقط لأجلهم، لأجلها ، لأجل من يحب ، لستطيع توفير المال لإسعادهم و تحقيق رفاهيتهم ، لينعم هو أيضا بحياة أفضل دون اللجوء لأحد ..
لكن قد يكون امتطاؤه للقارب هو آخر شيء يفعله ، قد يكون صوت الأمواج هر آخر رنين يسمعه ، قد يكون البحر هو آخر شيء ينظر له ..
الكاتبة التونسية / رنيم عثمان تكتب نصًا تحت عنوان "مهاجر"
Post A Comment: