الكاتب السوداني / مجاهد الفريع محمد يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الفاتنة السمراء" 




ينبوعٌ يتدفق منها الفرح والسرور، جميلة وفاتنة يفوق 

الخيال رونقها، داوودية المزمار يوسفية المحيا، غجرية الخفر، حين عثرتُ عليها هشَّ اللقاء جالسة على كرسي عجوز، في أحد المكاتب العامة، شرودة الذهن معصوف بين صفحات الكتب، تأملتها جيداً حسناء ذات عيون دعجاء تنسي الحليمَ الوقار،  وتمتلك القدرة على هزيمة الفتيان بجمالها الطبيعي الساحر، لقد وجدتُها أجل وجدتُها التي كنتُ أحلم بها دائماً، فتاة رحلة عمري ياعبق القرنفل وشذى اللارنجا المفتوق زهراً أقحوانياً متدثراً بقشيب فاقعة شمس الربيع، تغازل قلبي حينما أكون نائماً أو في حالة يقظتي، حملتٌ نفسي وسرتٌ اليها وعلى جنبها كرسي شاغر، فبينة والخيال جلستٌ على ذاك، ولكن لستٌ ايّ! تأملتها ودخلتٌ في محراب التبتلِ القدسي ممددت الروحَ للجمال قُرباناً، كانت طينية الخُلد ثم صاح القضاء كوني فكانت من قلبي، فقلتُ لها السلام فاتنتي يا غابات كينيا والملايو، فرد بعبارة جميلة، ثم رجعت إلى القراءة مجدداً، كانت الرواية التي تقرأها انجليزية، سألتها عن الكاتب، وعن ماذا تتحدث الرواية، فأجابت بكل طلاقه، ثم دار الحديث، حول الكاتب قليلاً ثم عن أحداث الرواية، ثم تعرفنا على بعضنا البعض، وطلبتُ منها الرفق فأجابت على بالحاظٍ كُسال، ثم إفترَّتْ عن أشنُبٍ حكتْ الندى،  فكانت الحظة هي المبتغى، جرتْ الرياح بما تشتهي السفن، فقطفنا ثمراتْ الأنُس اليانعات وحملتُ حقيبتي ثم حاولتُ الرحيل فقالت: اهكذا تذهب؟ هل هناك شيئًا آخر، قالت: كلا ولكن على الأصدقاء أن يكونا دائماً على تواصل،  وانتَ الآن تطلق ساقيك على ارصفة الطريق تمشي في حال سبيلكَ، إذن متى نتقابل مرة ثانية، سوف نترك هذا للقدر عزيزتي، وهكذا انتهى اللقاء الأول ولا ندري متى اللقاء الثاني!!!





الكاتب السوداني / مجاهد الفريع محمد يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الفاتنة السمراء"




Share To: