الكاتبة المغربية / فوزية مسجيد تكتب "السكر بتراث المغرب" 




السكر بالبيوت المغربية ليس بمادة تحلي مشروباتنا و حلوياتنا فقط...كما بباقي الأقطار...بل رمز فرح و بشارة هناء..هو عربون التيمن بالأيام الصافية الهنية الناصعة البياض...يقدم بين هذايا الأفراح المغربية...كأنقى هذية و أصفاها... وبمجالس صلح القبائل..ومواسم الفروسية... و حفلات الخطوبة والأعراس العريقة...بل المميز بالمغرب أن السكر يقدم بالمآثم كنوع من الطبطبة والمواساة و تيسير الحزن بالقلوب المكلومة وحثهم من خلاله على الصبر و التحمل عند فقدان عزيزهم..فالسكر دلالته عميقة ونبيلة وكأن به تتقاسم مع دار العزاء الوجع و يحاول به المعزين تخفيف مصابهم بما هو حلو عسى ذلك العزاء كفيل بجبر بضع من الألم.. أما عند تقديمه بالفرح فهو يرمز للمستقبل الجميل و فاتحة خير ويمن ورزق به تعمر البيوت بالبركة و يهجرها الهم... يوضع بأواني الأعراس قبل استهلال الطبخ ..وبشوار العروس وليلة الحناء... وحفلات الختان..و بحناء أول يوم صيام البنات بليلة القدر..ليبقى السكر من أشرف مايمكن تقديمه والتهاذي به بين كرام المغرب..كلما قدمت كمية أكبر فهذا دلالة رفعة ونخوة و جود...يشطر لقطع فاخرة تعد خصيصا لتشريف جلسات الشاي الباذخة بالعراقة....




الكاتبة المغربية / فوزية مسجيد تكتب "السكر بتراث المغرب" 



Share To: