الأديبة المغربية / خديجة ناصر تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الوزرة البيضاء"




وصل القطار ٱخر محطة له بعد خمس ساعات طوال قطع فيها مئات الكيلومترات بين مدينة الانطلاق و مدينة الوصول.. مدت يدها إلى الرف تريد سحب حقيبتها.. سبقتها اليها يد الشاب الذي كان بجوارها في المقصورة، ناولها الحقيبة فشكرته و خطت نحو باب المقصورة.. تبعها بخطى حثيثة: 

- لو سمحت, رقم هاتفك ليستمر التواصل بيننا.

أملت عليه رقم هاتفها المحمول.. للتو رن هاتفها:

- انا من هاتفك حتى تستطيعين تسجيل رقم هاتفي.. اسمي كمال، فنان تشكيلي.

- شكرا لك استاذ كمال، انا سندس، طالبة بكلية الطب.

استقالت سيارة أجرة لتوصلها الى الحي الجامعي.. الدراسة بكلية الطب مضنية و جد طويلة.. محاضرات و اشغال تطبيقية، ثم التداريب و المداومة الليلية.. على كل حال، هذا كان اختيارها..عليها ان تتحمل، بقليل من المثابرة و الصبر ستصل مبتغاها و تحقيق حلمها.. تستهويها الوزرة البيضاء و ستيتوسكوب المعلق على العنق.. ستكون مفخرة العائلة.. الكل ينتظر تخرجها.. لقد اصبحوا يستشيرونها منذ الآن في ما يتعلق باعراض مرضية تنغص عليهم الحياة.. الم تحدثهم عن الكم الهائل من المواد التي تلقاها و التي تصب كلها في التعرف على اعضاءالإنسان و وظائفها في الحالة الطبيعية و ما قد يصيبها من خلل عند التعرض لمرض ما؟ .. اخرجت امتعتها من حقيبتها و رتبتها في خزانة الغرفة التي تتقاسمها مع طالبة اخرى تدرس الأدب العربي... انها تغبط هذه الأخيرة على تفرغها لأنشطة تقافية بالموازات مع دراستها الأدبية.. 

رن هاتفها.. كمال يتصل بها للاطمئنان عليها ان كانت وصلت بسلام الى الحي الجامعي.. تطمئنه، فيطلب منها، إن لم يكن لديها مانع، لقاء في عطلة نهاية الأسبوع لاصطحابه في زيارة معرض لوحات فنية يشارك فيه بما انتجه .. تحبد الفكرة ..

كانت اللوحات المعروضة في أروقة المعرض غاية في الجمال.. خاصة و انها ، مع كل لوحة كان الفنان كمال يقدم شروحات عن تقنيات الرسم او الصباغة و المواد المسعملة.. خرجت من المعرض و هي تتأبط لوحة جميلة أهداها لها الفنان كمال.. وضعت اللوحة على مكتب غرفتها.. فتحت الحسوب.. مباشرة توجهت إلى اليوتوب.. في خانة البحث، كتبت: كيف انجز لوحة زيتية؟ 

زاحم الفن التشكيلي الطب.. زاحمت الفرشة المشراط.. لا ابدا، لن تحيد عن هدفها في الحياة: مساعدة الانسان و التخفيف من ٱلامه.. وزرتها البضاء ستلبسها في المستشفى و كذالك ..في مرسمها بالبيت.




الأديبة المغربية / خديجة ناصر تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "الوزرة البيضاء" 



Share To: