الكاتبة الجزائرية / ريهام عبد القادر تكتب قصة قصيرة تحت عنوان " انتمائي"


الكاتبة الجزائرية / ريهام عبد القادر تكتب قصة قصيرة تحت عنوان " انتمائي"


" أنا أيضا سيئة ، تركت شخصا في منتصف الطريق و عدت ألملم خطواتي ... " ... جلست اليوم في حديقة عامة أقرأ كتابا كعادتي  و إذا بإحدى المتسولات تبدو أحوالها رثة ، أما ثيابها فتعشى عليها القدر ... بدت على غير النساء اللواتي إلتقيت بهن في الساحة العمومية تقدمن للمارة ما قُدر لهن بيعه فتعتلي أصواتهن " أريد أن أسد جوعي ، أحتاج لتكاليف عملية ما ... و عبارات أخرى   " ، أما هاته فكانت على غير الأخريات تردد 

" أنا أيضا سيئة ، تركت شخصا في منتصف الطريق و عدت ألملم خطواتي ... " أ تراه الجوع ما زار بطنها الهزيل كي تطلب من الجميع ما يسده ؟ أو يا ترى ما كل من هو مريض يحتاج إلى عملية مستعجلة ، فالبعض مريض بالسنين ، بالعمر ، بالإنهزام ، بالخذلان حتى ؟ ... شردت في خطواتها المتمايلة و هي قادمة نحوي ، جلست قبالتي ثم أخذت كتابي بالقوة و بدأت تقرأ عبارة لا أعلم كيف تسللت إليها ... الحروف كثيرة و الصفحات أيضا كيف اختارت عبارة " من أصابوا الناس بالأذى كيف تغيب عنهم فكرة إنتقام الله ؟ " ... الغريب أنها فصيحة في إلقاء الكلمات ، يا ترى من كان له فيها كل هذا ؟ ... خشيت أن أسألها فتؤذيني و كما نعلم جميعنا بأن مظاهر المرء لا تعكس داخله الطيب ... و كان لها ذلك أيضا ، لوهلة بدأت تعود  بحجابي كلما أبعده الريح ، قالت " أنتِ جميلة جدا  " إبتسمت بطيب خاطر  ... أكملت " و إبتسامتك أجمل ، ملامحك ملائكية صدقا ، هل قيل لك ذلك " أومأت بنعم ... عليكِ أن تحافظي على سلامة وجدك من الدنس ، صوني روحك ، كي تثبتي على ما أخبرتك به ، أخاف عن طيبتك أن تبتر و رقة ملامحك ... فسكتت و نظرت إلى نفسها ، و أضافت كان يحبني أدار ظهره للجميع كي يظفر بي ، كان يحبني يخاف علي أن أغدو لا شيء بالنسبة له ، كان يحبني فعمل نادلا في مقهى الحي بنصف راتب كي يطلب يدي من والدي ... نعم و بعد ؟ ، هه تركته كي أقبل عرض الزواج من إبن صديق أبي صاحب أكبر شركة نسيج في البلاد ، لما يملكه من أموال طائلة و إذا بي أغدر به بأقرب صديق له ، لا أدري لما فعلت كل ذلك ، تركت من عشق روحي لطيبها و ركضت خلف الدنيا و رجل أول همه كيف يفوز في صفقاته لذلك إختارني  ، مقابل إتفاق ما ! ... أما حبيبي فقد تركني بوداع بارد لم يلقي عتابه علي حتى ، أظنه وجد بأنني لا أستحق لومه ! ، كان يصرخ علي عندما أتجاهل رسالة ما ، منذ أن اكتفى بالصمت أدركت بأنني لم أعد أعني له شيء ... طُردت من البيت بعدما ألحقت العار له ، فقد إنصعت خلف بنات الهوى و ها أنا ذي لم أدرك حجم أخطائي إلا بعدما رأيت زفافه فقد حلمنا سويا و حقق كل ذلك لوحده ! ... طرقت مرة بابه ففتحت لي زوجته الجميلة بابه نادت بإسمه أن يأتيني ببعض الخبز ... ظنوا أنني مجنونة ربما هه ! ، "لكن أدق بابكم  دقة الأيتام  لا أريد خبزا ... أريد روحي " ، أتسمحين أن آخذ كتابك لطفا يا حلوة ؟ 

-تمام  هو لك ... سارت في دربها تردد " أدق بابكم دقة الأيتام لا أريد خبزا أريد روحي.




الكاتبة الجزائرية / ريهام عبد القادر تكتب قصة قصيرة تحت عنوان " انتمائي"



Share To: