الأديب التونسي / البشير عبيد يكتب قصيدة تحت عنوان " الجدار القديم " 




شتاء القرى ثلوج و صقيع

و البلاد التي هاجرها الفتيان

صار بامكانها الان نشر الغسيل

قبل مغيب المرحلة

هنا الصبايا الحالمات بيوم جديد

لا ياس فيه و لا خذلان

الحرس القديم  يدق نواقيس الخطر

و الاقاليم البعيدة تباغتها العربات

بلا مياه أو موسبقى


شتاء المدن اضواء و ضجيج

و انفتاح المرء على مرايا

الروح

ليس ما تقوله الامهات صبيحة الاحد

هو المنتهى و المرتجى

بل هو التجلي و البناء

ايتها الامكنة القصية..كيف لي ان انام

وحيداً قرب الجدار القديم

بلا زهر أو لوز أو افق بعيد

كيف لي ان أغادر  القرى مثخنا

بالسؤال اليتيم:

من اين لكم هذا؟

من أي مكان من اقاليم الأرض

باغتتنا تفاصيل الحكاية

و لم تنس الصبايا العاشقات

الينابيع و التلال

ايتها الروح أنا لا أخاف من الانكسار

و لا أنحني للعاصفة

سريعا تاخذني خطاي إلى المدى

و لا ترتبك الانامل حين تلمسها

المقصلة

كم من العمر مضى و البلاد المتاخمة للهذيان 

ليس لها من سبيل سوى الرحيل

إلى دهشة الرؤيا...

و ارتماء الجسد العليل في النفق

الطويل

حالما بالزهرة المشاكسة للسيف

يمر امام القصور و ما انتجته السنوات

العجاف

الاصابع لا ترتبك

الاجساد المنهكة

لا تنام على ارصفة القرى قبل المغيب

الحكايا و الزوايا وانفلات الصوت

من غموض الملحمة

ليس في المكان القصي  تلال

و لا عشاق قدامى

بل ورقات مكتوبة بدم الاجداد

و الحنين بوصلة الهاربين من الاسوار


شتاء القرى ثلوج و صقيع

و انفتاح المرء على مرايا

العناق الأخير

للجسد الباحث عن لحظات التجلي

مباهج و سفر إلى الاعالي

للروح الاتية من بعيد

ضفاف و احلام 

للجدار القديم عشاق قدامى

و انفتاح المرء على الينابيع

و اخضرار الكلمة المشتهاة

أيتها الروح لا تخافي من دهشة الرؤيا

ففي القرى أولاد و موسيقى 

و انبهار الفتية بالصراخ الأنيق......



الأديب التونسي / البشير عبيد يكتب قصيدة تحت عنوان " الجدار القديم " 


Share To: