الأديب التونسي / أ. المختار عيادي يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "المتطبب" 


الأديب التونسي / أ. المختار عيادي يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "المتطبب"


ذاع صيته بين أهالي القرى المتجاورة، و قيل فيه كلام الإعجاز و الإنجاز، و أنه يفك السحر و يسهل المكتوب و يحفر في رحم العواقر موضعا خصبا و يذهب الفقر و يطرد النحس و يشفي العليل و يرد الغائب ، و شاعت حظوته في جريان الأسباب على يديه ...فتهافت على بيته الزوار من كل حدب و صوب ينشدون بعض تمتماته و يرقبون أثر ايماءاته و سرعة حركاته .

لم يكن ملاذا للعامة كما يتراءى للبعض ، بل كان أكثر رواده من المتعلمين ، محامين و رجال أعمال و سياسيين ، و الذين تقطعت بهم سبل الحياة و أرهقهم هوى أنفسهم و تعلقت آمالهم بقشة النجاة المزعومة .. جاؤوا من مضارب مختلفة يلتحفون فراغ إيمانهم ، سلاحهم جيب يزخر عطاء و إغراء..

يجلس المتطبب أمام الحريف واضعا يده على رأسه ، يتحسس طريق الغلبة النفسية ، و سبل إرباك الضحية قبل بداية الجولة الأولى،  يبادره بسلسلة من الأسئلة المتنافرة و بعض القوالب الخطابية البديهية ، و بعض المعطيات المشتركة بين خلق الله كلهم...و حين يتأكد من سريان دجله في نفس الحريف و يرى الشلل في ملامحه، يعتدل في جلسته مستعرضا أمامه حوارا وهميا مع خادمه المطيع ..

و يستهل وصفته : ديك مرقط ، جلد نملة، ساق بعوضة....و مائة دينار لقاء المقابلة الافتتاحية ، و الموعد القادم بعد عشرين يوم...فلا تغفل.!!.



الأديب التونسي / أ. المختار عيادي يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "المتطبب" 



Share To: