الكاتبة السودانية / هديل السر الرضي تكتب مقالًا تحت عنوان "أطفال الشوارع" 


الكاتبة السودانية / هديل السر الرضي تكتب مقالًا تحت عنوان "أطفال الشوارع"



لابد وأن نتفق جميعاً على ان هؤلاء الأطفال هم ضحايا المجتمع وليسوا بأطفال شوارع.

ضحايا ظروفهم الاسريه والإجتماعية .. ليسوا بمجرمين بالفطرة ولا مشردين برغبتهم بل صنعتهم الظروف القاسية التى كانت أقوى منهم جعلت منهم ضحايا يحتاجون من يمد لهم يد العون والمساعدة، 

 أطفال ضائعون، مشردون، لا ماَوى لهم، لا مسكن، لا طعام، لا شئ يحميهم من البرد القارس فى الشتاء، لا يستطيعون توفير قوت يومهم لما يتعرضون له من رفض مجتمعى.

يعيشون فى الشوارع فى علب كرتونية، تحت الكبارى، فى القطارات، على الأرصفة، فى الحوارى المهجورة، صور نشاهدها تؤلمنا، تجرحنا، فمن نطلق عليهم اطفال شوارع هم ليسوا إلا بأطفال دفعتهم ظروفهم القاسية للخروج فى الشوارع، جزء كبير من شباب مصر ومستقبلها مشرد فى شوارعها، لماذا لا ننظر لهم، لماذا لا نسعى لإنقاذهم من التشرد والضياع والموت والمصير المظلم الذى ينتظرهم، فإنقاذهم هو إنقاذ جزء من مستقبلنا.

فلو أن هذا المصير أختاروه بأنفسهم وما فُرض عليهم من الظلم والفقر والحرمان لما تعرضوا للإنحراف أو للضياع.

فالفتيات يغتصبون فى الشوارع بلا رحمة، والأطفال الصغار يعملون فى مهن خطره، والايتام يتسولون فى الشوارع، والفقراء مشردون لا أحد يسأل او يهتم بأمرهم، كل هؤلاء لا يعرفون معنى الأسرة أو الحنان لم يجدوا من يسمع لهم او لمشاعرهم، فُرضت عليهم حياتهم البائسة، فإما الموت من برد الشتاء او مرض الصيف او الجوع، وإما تغلق عليهم زنازين ورائها يتعرضون لإنتهاكات أخطر.

فهم إعتادوا العيش فى الشوارع فى فوضى منظمة عالم خاص بهم.

اطفال يعيشون على هامش الحياة وعلى هامش المدن وعلى هامش الطفوله، لا يغطى اجسادهم الضئيلة سوى قطعة مهترئة من القماش البالى.

وجوه متسخه تغطيها الأوساخ والسواد،، تلفح وجوههم الشمس الحارقه،، اضناهم الفقر والجوع والحرمان الذى يعانون،، فتجدهم يلملمون ما يأكلونه من القمامه لإشباع معدتهم الضعيفة.

فما أن يلبثوا ويكبرو، وينتهون من طفولتهم، حتى يصنع منهم الشارع القاتل والسارق والمغتصب وتاجر المخدرات حتى نلقى بهم فى السجون، دون أن نسأل عن الأسباب ودون أن نتهم أنفسنا أولاً بتهمة صانعو القتلة والمجرمون، أتتوقع من طفل عاش حياتة فى الشارع يبحث عن قوت يومه فى مكب النفايات ان يصبح طبيباً ام سفيراً للنوايا الحسنة ام شرطياً يحمى الوطن ؟؟ !!




الكاتبة السودانية / هديل السر الرضي تكتب مقالًا تحت عنوان "أطفال الشوارع" 



Share To: