الكاتب التونسي / رضا العياشي يكتب قصة قصيرة تحت عنوان " لقاء "
ظلّت زمنا طويلا أمام المرآة و هي تستعدّ للخروج ، كم تبدو جميلة هذا المساء، وهي تحاول إعادة تصفيف خصلة من شعرها حادت عن مكانها.
ها هي اليوم تستعيد أنوثتها المدمّرة و جمالها الأخّاذ الذي ذوي و بات شاحبا .
لم تكد تمر أشهر قليلة على زواجها حتى حدث أمر عكّر صفو حياتها و حوّلها إلى جحيم و علقم لا يستساغ، حبيبها الذي كانت إلى وقت قريب ترقب لقاءه و تشتاق وصاله، ظبطته ذات يوم أغبر، وهي عائدة من زيارة أهلها، بين أحضان امرأة ، عودة مفاجئة كشفت زيف مشاعره و عرّت حقيقته البشعة، و عصفت بعلاقة اعتقدت واهمة أنها لن تنكسر ، علاقة اجتهدت في بنائها بحبات الثقة و بملاط المحبّة و الاحترام.
منذ ذلك اليوم أضمرت الانتقام لكبريائها الذي ديس و لكرامتها التي مرّغت في وحل الغدر و الخيانة.
تعطّرت ثم ألقت نظرة اخيرة في المراة و هي تغادر.
تعرّفت على أحدهم عبر تطبيقة " الميسنجر"، صارحته بما كان من زوجها و ما أعقب خطيئته من تغيّر في طباعها تجاهه تميّز أساسا بالنفور و اللامبالاة .
لم يتوانى صديقها في كفكفة دموعها و الطبطبة بلين على جرحها النازف، متقمّصا بإتقان دور رجل المبادئ الذي يزدري الخداع و المتعفّف الذي يمقت الخيانات .
في ذاك المساء ، تواعدا على اللقاء في مكان رومنسي بعيدا عن أعين الفضوليين..
وطأت المكان بقدمين مرتعشتين و بنبض متسارع، فهي لم تعتد سابقا ارتداء هذي الاماكن ..
هدأة المكان زادتها الموسيقى المنبعثة جمالا و رونقا، الأضواء الخافتة تبعث في النفس بعض راحة و سكينة مفقودة ...
هناك في ركن قصيّ يقبع خيال رجل لم تتبيّن ملامحه، هالها صوته وهو يهاتف احداهنّ ، بدا متهدّجا وهو يعتذر لها ..
يا الهي ، هذا صوت ألفته و لا يمكن أن أخطئه - هكذا حدّثت نفسها .
تتقهرقر الورى لتتولّى مدبرة، فزعة ،فصديق الصدفة الذي تخيّرته لم يكن سوى زوجها.
الكاتب التونسي / رضا العياشي يكتب قصة قصيرة تحت عنوان " لقاء "
Post A Comment: