الكاتبة المصرية / رانيا لبيب تكتب "الناسُ أشتاتٌ وأخلاطٌ"
"الناسُ أشتاتٌ وأخلاطٌ، منهُم المُستبشِرُ والغضُوب، والطيب والخبيث، وأنت مُصاحِبٌ لهم ومُجاوِرٌ، وما أصابك مِنهم فهي أخلاقُهم وطِباعهم، أمَّا زِيادتُك ونقصُك فمِن نفسك، فإن ميَّزت بين هذين رأفت بحالِك أن تُغلِّبَ عليه حالًا خارجًا عنه."
الناسُ كالماءِ أخلاطٌ وأمزجةٌ.. منه الزلالُ ومنه الآسِنُ الضَحِلُ
وأطيبُ النّاس مجلسًا وألذّهم وصلًا من يجعلك تلتمس مكامن حسنك، من يدلّك عليك إن تغرّبت عنك، من تذكره الآن وتبتسم أُنسًا بمحض تذكّره، واخلاصه له.
وقد قال.. الإمام ابن القيم رحمه الله:
في الجواب الكافي.. وإن مررتم بالقلوب فاسألوها الإخلاص.
وايضا قال.. فالمؤمن المخلص لله من أطيب الناس عيشًا، وأنعمهم بالًا، وأشرحهم صدرًا، وأسرهم قلبا.. وهذه جنة عاجلة قبل الجنة الآجلة.
ترتقي الحياة إن حمَلنا في أعماقنا نفوسًا مُتشرّبة لمعاني السُموّ والارتقاء، مُتطلّعة دومًا إلى العلياء، تطرب بمعاني الإنجاز والنجاح لكل ما حولها، تُسانِد، وتدعَم، وتُشَجِّع، وتبني، وتصنع نفوس غيرها، انطلاقًا من إيمانها بأن أعظَم استثمار هو الاستثمار في الإنسان.
وكلما عصفَت رياح الأيام، ستهزّ جذع شجرتك، وترى ما يتساقط عليك، إما ثمارًا جَنيّة، أو أوراقًا هشّة، وما الثمار الطيّبة إلا نتاج بذور طيّبة مددت إليها ماءك وعطاءك فجادَت عليك، وما الأوراق الهشّة إلا نتاج حُسن ظَنّ خائِب، فتخفّف منها، ودَعها تمضي مع الرياح بلا أسَف.
دائما عندي قناعة ان مجالسة بعض الأشخاص فرصة ثمينة كـفرصة حصولك على وقت فراغ لقراءة كتاب قيم، البعض يُشعرك بأن الجلوس معه تغذية روحية وطاقة فكرية يمدك بها. فإذا سنحت لك الفرصة في مجالسة مثل هؤلاء تشبث بها جيدًا واشحن روحك فالروح لها حق عليك كـ البدن.
فإيمانك بالخير، ويقينك الذي دائمًا ما ينحو إلى الخير؛ لا ينفي وجود الشَرّ في هذا العالم، ولا ينفي وجود نفوسٍ تهفو إلى الشرور بدوافعها وأقوالها وأفعالها، فليست كل القلوب واحدة، وإدراكك لذلك يجعلك مُتوازِنًا في نظرتك، مُمَيِّزًا للغثّ من السمين، والخبيث من الطيّب.
هذه النفس التي بين جنبيك أنت سائسها، وقائدها، وبيدك الخيار وأنت مَن يختار، هنيئًا لمن أكرمها، وارتقى بها وعرف من خلالها أين يكمن من يحمل السجايا الكريمة والمعادن الأصيلة ، وانتقى لها دروب الطيبات..
الكاتبة المصرية / رانيا لبيب تكتب "الناسُ أشتاتٌ وأخلاطٌ"
Post A Comment: