الشاعر المغربي / علال الجعدوني يكتب ورقة أدبية حول نص الزجال إدريس الهكار
****
اللّي يبرّد الجوف
شحال قدّو من شوف
تتعب العين
والقلب ينين
يا ذاك المخطوف
.
يحلم النعاس
ويتلف لفياق
وتجيبها شلا ظروف
كلمة وكلام
معنى ومعاني
يا زين لفهامة
حل عينيك
الزين بان لي مكروف
.
ما قد الوقفة .. ما قد الكَلسة
ما قد المشية .. ما قد المجية
ما قد الشمتة .. ما قد الشوف
قد لحماق
اللي ساكن فالجوف
أيا وعدي ..
.
الصيف جات، يا عمي
والصمايم هاهية
جارية تجري
بالزربة كتجري
شي عالف .. شي معلوف
على راسو ريشة
الطوير ناسي راسو
فين ذاك الطربوش
اه يا خويا
فين ذا العش المتلوف
.
الجبل عْلا يا سيدي
صداه صدَّع وذاني
شدوني عظامي
وجدبت جدبة
بحالي بحال الناس
وما فهمت والو
قالو واش هذا برّاني
.
مازال نعيط ونغوت غوات
شكون يشوف
شكون يبرد الجوف
وشكون يفهم لمعاني
الزجال إدريس الهكار المغرب .
✓ ورقة أدبية حول نص إدريس الهكار :
الزجل فن أصيل غالباً ما يرتبط بالخلوة الروحية للذات الشاعرية ، ويمكن القول إنه يرتوي من جدور الحكمة ومن تجارب المعارك اليومية والتي من أعماقها يتنفس الشاعر الزجال عبق الإبداع .
والزجال سي إدريس الهكار صاحب تجربة كبيرة ،اعتنق من خلالها زخما من النصوص بحسه الجميل وبرؤى فكرية عميقة لينثر فيضا من الكتابات من فن القول والإلقاء ويبصم بصمته الجذابة في سماء الزجل المغربي ، مما جعله يسقط عاشق الحرف المتلقي في شباك التشويق بأسلوب دقيق المعنى والدلالة .
وخير دليل ما نقرأه في هذا النص المنشور على صفحته حيث يختال شامخا على أجنحة الخيال ليسرج حروفه مغردا ما يكنه في أعماقه من حروف نورانية تجاوزت حدود الصبر ليبوح بما يشعر به من شجن فيبوح بكلمات زجلية تناغي عذرية الصمت ،مفجرا أحاسيسه ،متمردا على الزمان والمكان بكل انفعالات ،ليشكل سبائك انزياحية تعانق الوسع في المعنى ، إنها تجربة مشاكشة يحياها زجالنا في زمن لم تعد تتماشى وروح الاطمئنان على غرار ماورثناه من حب وود ، وتآخي، وصدق ، وتعايش طبيعي بين الناس ، وسكينة لا متناهية ، للأسف كل شيء غاب عن تركيبة المفروض ...
فالنص من حيث وحدة الموضوع دقيق المعنى مرتبط بين أفكاره والأحاسيس ، مقتصر على موضوع واحد ..
أما عن جمالية القصيدة فهناك علاقة تماثلية متفاعل بين الذات والإيقاع الموسيقي ،
كما يمكن اعتبار القاموس اللغوي به بهاء غني بالمصطلحات المتداولة عند عامة الناس ، بالاضافة ، لقد حاول إدريس الهكار أن يخلق المتعة الزجلية لامتلاك المتلقي بقدر كبير و محاولا كسبه بما نسجته أنامله من إبداع متواصل .
و الزجال إدريس الهكار بأسلوبه هذا استطاع بنسق لغوي متكامل خلق المتعة الروحية بامتياز ، ويمكن القول على أنه أحد رموز الإبداع الشامخ في تطوير وتحديث فن الزجل المغربي ، لكونه مزج ببن علم الخيال الإبداعي وصناعة الأحلام بشكل دقيق وبرؤى فلسفية جديدة ....
وهذا راجع إلى فطنته الذكية ، وإلى البيئة المنحدر منها .
الشاعر المغربي / علال الجعدوني يكتب ورقة أدبية حول نص الزجال إدريس الهكار
Post A Comment: