الأستاذ الباحث والشاعر السوري / جورج سليم كنهوش يكتب قصيدة تحت عنوان "صلاة"
بروميثيوس، شريكُ معاناتي...
بروميثيوس، يا رسمَ حياتي...
ثَقُـلَ عليكَ القيدُ،
يشدّك للصّخرِ الصّخرْ،
جزاءَ نارٍ أهديتَها للبشرْ...
يوماً بعد يوم، يُنهشُ فيكَ الكبِدُ،
والآلام تشتدُّ...
آلهتكُ لا تنفكّ غضبى،
ألا تَخَفْ؟
متى لآلامك الغدُ!؟
أليسَ للغلِّ حدُّ؟
كيف تواجه آلهتك بروميثيوس؟
أنا، وقبضتي عارية،
تُخيفُهمُ كلمتي الماضية!
وتخيفني أنا، تقَزِّزني، أوجهُ الآلهة الجُدُدُ:
أعينهم أفرانٌ
تصهر أطفال حديقتي،
أفواههم غيلانٌ
تزدرِدُ مواسم حديقتي،
مخالبهم، ذكور مدمّاة تغتصب حبيبتي،
عَبدَتُهم أوثانٌ
كلابُ الجحيم آلهتي!
ضعفاء، إنّما كُثرٌ همُ... للضعفِ ينتصر العددُ،
جبناء... وللجُبنِ ينتصر الغدرُ!
وأنا بشرٌ،
قبضتي عارية،
كلمتي ماضية،
يؤلمني القيدُ،
ترعبني الآلهة الجددُ!
أين من ضحاياهم، " أيو" الجميلة،
طريدة الأِبَرْ،
وأنت السّجين، صليب الصّخرْ
كُان لها منك الأمل،
كُنت لها البطل،
وكان لها منك الوعدُ!
فكُنْ مثلها قُبلَتي،
كُنْ قدوَتي،
كُنْ صَحوَتي،
كنْ في عتمتي الشّرَرْ،
منك المعاني والعِبرْ...
من قال أنت مائتٌ،
يرعاك خوفٌ، تحتضرْ؟
إنما أنت، في"الأوليمب" مرتعك،
إله يحسدك البشرْ...
إنّما أنت، "سيزيف" آخرْ،
يغلبه الخَدَرْ!
استفِق،
أنت الجبل...
إلقِ الحجرْ،
إلقِ الحجرْ،
إلقِ الحجرْ...
بروميثيوس،
إكسِر القيدَ، تحرّرْ،
عهدُ البطولة ما اندَثًرْ!
لا يُرعبنّك في أفواههم رعدُ،
لا يؤلِمنّك في الصدر وتدُ،
ولا يُقلقنّك لمجهول غدُ...
إبليس يُرجمُ بالحجرْ،
والآلهة من صنع البَشرْ...
بروميثيوس!
إلقِ الحجرْ
إلقِ الحجرْ
إلقِ الحجرْ،
عهدُ الشباب ما اندَثَرْ
ما زال النّسغ في الشّجَرْ!
Post A Comment: