الشاعرة المغربية الأندلسية / نادية بوشلوش عمران تكتب قصيدة تحت عنوان "تسنيم"
في ذات زمان صفعني الإغتراب
و جلدني البعد بسوط التشرد
و أذابني عزف ناي أحزاني
على مطرقة الحرمان و سندان الإشتياق
بعد سنين من قحط مشاعر الوحدة
و صبر كصبر أيوب ...
أتيت يا حبيبي كعصا موسى
فرقت بحر أحزاني ، و أوصلتني إلى بر الآمان
بعد ظلام و ليل طويل
اشرقت شمسا في وجهي الكظيم
سقطت من السماء كنجم طارق ثاقب ،
خرقت صمتي اللعين
فطارت الفراشات من قلبي بكل الألوان
و في لحظة زلزل شوقي إليك
و إن زلزلة الحب لشيء عظيم
هزني موج بحر الحب بحرارة البركان
أذابت صقيع ضياعي لسنين
أتيت إلي يا حبيبي كتباشير أمطار الخير
بالغيث و بالبرد و بالحب في دروبي تنير
نبت في قلبي فصل ربيع يختال بأزهاره
بعطر ياسمين يفوح رجولة و شموخ
يطزج في جسدي فاكهة الحنين
يا رجل
بخور عود أنت و عنبر و مسك أنت
محوت من روحي الجرح و الآنين
كنت لي كقمح يوسف وفير العطاء
أشبعني حبا بعد جوع و حرمان السنين
كيلته من قلبك مشاعري
بموازين الرحمة و المودة
و صدرك كان لي فيه بلسم و شفاء.
قل لي...
إقتربي .يا إمرأة ..بلوعتك
إنسي سنوات الهجر و الضياع
إقتربي يا فتاتي بكامل أنوثتك
فشفاهك الكرزية تغريني...
توعدني بأمطار الكرز
مجدي النصر بين الأمطار
هيا ، يا موجة السونامي
أغرقي ما في من كبرياء الرجال
بلهيب القبل ، إلسعي شفاهي
و بتي فيهما النار و السم و العسل
بكامل رقتك ، يا أميرتي
قضي أزرار قميصي ،
و قولي ما شئتي من الأهازيج الشعبية
فالليلة عرسك ، و جميع النجوم ستبرق لك
يا فاتنتي ، تدللي و تغنجي كما طاب لك
و من طليطلة .... تعالي يا أندلسيتي
بالعود...و بالناي
غني لي أغاني زرياب
و رددي أشعار ولادة
الميدان لك ،...
جولي بخيول ضفائرك السوداء
بين الكر و الفر
فصل من الربيع أنا الليلة ملكك
إهجمي بجيوش أظافرك الطويلة اللامعة الحمراء
على عنقي ، أكتبي فيه قصائدا من العشق
يا بنيتي ...
هذا قلبي أغرفي
متنى و ثلات و رباع من دمه
فإن به المسك و العود مخلوط ،
جزاء لك يا حبيبتي...
و نعم مصيرك يا إبنة حواء
وفي ما شئتي منه ،
فجميع الموازين هي لك
فإنك في ذات زمن ، كنت إمرأة صبور
عيشي النصر معي ...
هللي
كبري
أرقصي على تراب الترسي
و الطوب و الحمري
غني و طيري
يا رجل...
قل لي بأنك جنات النعيم ، و أنت آخرتي
و بأنك حسن خاتمتي
و بأن قلبك عين تنسيم ، سأشرب منها ،
فأرتوي و لا أظمأ أبدا .
Post A Comment: