حديث الجمعة | القدوة الحسنة54 بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف 


حديث الجمعة | القدوة الحسنة54 بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف


أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن بعض ما اختص الله به رسوله صلى الله عليه وسلم مما افترضه الله عليه من الزكاة تشريعا وتشريفا وترغيبا وترهيبا واليوم بإذن الله تعالى وإستجابة للحملة الدعوية التى أطلقها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف فى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم

  أولاً: النبى القدوة- صلى الله عليه وسلم _

             أهمية الموضوع 

وتتضح أهمية موضوع النبى – صلى الله عليه وسلم- القدوة في النقاط الآتية:-

   ١/قلةالقدوة الصالحة المؤثرة في المجتمعات الإسلامية، رغم كثرة أهل العلم والتُّقَى والصلاح .

٢ /اختلاط الأمور وكثرة الشرور التى سادت فى الحياة المعاصرة 

٣/ترك القدوة الحسنة المتمثلة فى الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء بمشاهير الممثلين واللاعبين وماشابههم

ثانيا : وجوب الاقتداء بالرسول – صلى الله عليه وسلم-:

يجب على كل مسلم ومسلمة الاقتداء والتأسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم -  فالاقتداء أساس الاهتداء، قال تعالى : "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" [الأحزاب:٢١]

فمنهج الإسلام يحتاج إلى بشر يحمله ويترجمه بسلوكه وتصرفاته، فيحوِّله إلى واقع عملى محسوس ومشاهد ، ولذلك بعثه ربه  – صلى الله عليه وسلم- بعد أن وضع في شخصيته الصورة الكاملة للمنهج- ليترجم هذا المنهج ويكون خير قدوة للبشرية جمعاء .

إن واجبنا نحن المسلمين الاقتداء بسيرة النبى - صلى الله عليه وسلم - وجعلها المثل الأعلى للإنسان الكامل في جميع جوانب الحياة، واتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - دليل على محبة العبد ربه، وسينال محبة الله تعالى لَهُ، وفى هذا يقول الله –عز وجل- " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ".

 [آل عمران:٣١]. 

ولقد كان الصحابة جميعا-رضى الله عنهم- يحبون النبي – صلى الله عليه وسلم- حبا صادقا حملهم على التأسى  والاقتداء به واتباع أمره واجتناب نهيه؛ رغبة في صحبته ومرافقته في الجنة، قال تعالى : "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً" [النساء:٦٩] وفي الحديث "المرء مع من أحب" (رواه البخارى) 

ثالثا : أمور مهمة في الاقتداء بالنبى – صلى الله عليه وسلم- 

 ومن الجوانب المهمة في الإقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم؛ أن سيرته - صلى الله عليه وسلم- في إيمانه وعبادته وخلقه وتعامله مع غيره، وفي جميع أحواله كانت سيرة مثالية في الواقع، ومؤثرة فى النفوس؛ فقد اجتمعت فيها صفات الكمال وإيحاءات التأثير البشرى، واقترن فيها القول بالعمل؛ ولا ريب أن الإيحاء العملى أقوى تأثيراً في النفوس من الإقتصار

على الإيحاء النظرى؛ لهذه العلة أرسل الله تعالى الرسل ليخالطهم الناسُ ويقتدوا بهداهم، وأرسل الله سبحانه الرسولَ – صلى الله عليه وسلم- ليكون للناس أسوة حسنة يقتدون به، ويتأسون بسيرته

، وقد أمرهم -صلى الله عليه وسلم- بالتأسى به فقال :"صلوا كما رأيتمونى أصلي" (رواه البخارى ومسلم )، وقال – صلى الله عليه وسلم- :"لتأخُذُوا عني  مناسِكَكُم" (رواه مسلم ).

رابعا : حاجة الأمة إلى القدوات دوما بعد الرسول – صلى الله عليه وسلم- :

إن الاقتداء بالرسول – صلى الله عليه وسلم- في الدعوة إلى الله تعالى ليس بالموضوع الهين، فإنه أمر جلل، والأمة الإسلامية اليوم، وهي تشهد صحوة وتوبة وأوبة إلى الله تعالى، وتشهد -في الوقت نفسه- مناهج وطرقاً مختلفة في الدعوة إلى الله.. هي أحوج ما تكون إلى معرفة منهج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنهج الأنبياء الكرام في الدعوة إلى الله؛ فليس هناك منهج يقتدى به في الدعوة والعلم والعمل إلا منهج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن تبعه من الصحابة الكرام والسلف الصالح

  وأما الأسباب في قلة القدوة المؤثرة إيجابياً في الوسط التربوي 

١- عدم توافر صفات الاقتداء فى كثير من الأشخاص الذين هم محل للاقتداء المتمثل في طهارة القلب وسلامة العقل واستقامة الجوارح

٢- عدم تسديد النقص أو القصور الذى قد يعترى من هم محل للاقتداء كالآباء والمعلمين وأهل العلم في صفة من تلك الصفات مما يصرف الناس عن التأسى بهم، 

٣- مزاحمة القدوات المزيفة المصطنعة للتلبيس على الناس وإضلالهم عن الهدى وتزيين السوء في أعينهم، وصرفهم عن أهل الخير ، فقد أسهم الإعلام المنحرف والمشوب في صناعة قدوات فاسدة أو تافهة، وسلط عليها الأضواء ومنحها من الألقاب والصفات والمكانة الاجتماعية ما جعلها تستهوى البسطاء من الناس أو ضعاف النفوس والذين في قلوبهم مرض، وتوحي بزخرف القول الذى يزين لهؤلاء تقليدهم ومحاكاتهم .

٤- "العناصر الخيرة قليلة في سائر المجتمعات، فما يكاد العامة يرون نموذجا جيداً حتى يسارعوا إلى الإلتفاف حوله والتعلق به" .

ومن هنا تأتى الحاجة ملحة لأن نعيد إلى الناس بيان حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم- القدوة والأسوة الحسنة للناس جميعا، ونعتنى بتربية الأبناء والشباب، وإعطائهم الصورة الصحيحة للقدوة الصالحة، وإبراز الشخصية المستحقة للاتباع  لهم  والاقتداء وليس هناك أفضل من سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .

---------------------------------



حديث الجمعة | القدوة الحسنة54 بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف 





Share To: