الأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "أحــزان"
لا تكتبي عني الكثير , فما أنــا
إلّا عويلَ الريــــح في الوديــانِ
أصبحتُ كالقصب العتيـق , وكلما
حاورتُ نايـــــاً , ملّ من أحزاني
جفّتْ غيوم الشِّـعر بين أصابعي
تعبتْ مرايا الصمت من هذَياني
ما عادت الأطيار تقصد غابتي
لتبوح ألحانــاً على أغصــــــاني
أنا عالم الأحــــــزان , لا تتعجّبي
والآه , والأشـــباح من ســــكّاني
فلْتعشـــقيني , كي أعود كشـاعرٍ
تغفو الشـموس على ضفاف بياني
وأعيدَ تشـــكيل الحروف مجـرّةً
وأعيــــدَ هـــذي الأرض للدورانِ
ولْتفتحي باب القصيدة مُشــرَعاً
لتعود أنهـــــاري إلى الجريـــــانِ
ظمآنُ من شوقي إليكِ , وما الهوى
إنْ لم تروّي حُـــرقة الظمـــآنِ ؟
وجع الهيــــام يئنّ بين مفاصلي
وكأنني بحـــــــرٌ بلا شــــــــطآنِ
ما كنتُ زيرا للنســاء , لتشــعلي
في كل يومٍ غــــــــيرةً نــيراني
من كان يعشق في النساء أميرةً
كلّ الجـــواري بعــدها سِــــــيّانِ
فلْترجعي يا طفـــلة القلب التي
سكنتْ حنايا الروح , والوجــدانِ
قـــدَرٌ هــــــــواكِ حبيبتي , لكنما
هِجراننا من شِـــــرعة الشــيطانِ
يأبى الفؤاد ســــواكِ بين ربوعه
فأعضّ من نــدمٍ عليكِ بَنــــاني
عيناك أجمل ما كتبتُ قصـــيدةً
ما سِــــرّها لتصيدني عينــــانِ ؟
إني اخترعتكِ كي تكوني كالنـدى
وأعودَ ما بين النجـــوم مكــاني
فــإذا حسـبتِ بأنني حبٌّ مضى
فتيقّني أني كـــــما الإدمــــــــانِ
قد يســتطيع النهر هجْرَ ضفافه
والمســتحيل بذا الهوى هجراني
Post A Comment: