فلسفة الرمز في رواية "مدينة النساء"للروائي التونسي الأمين السعيدي

 فلسفة الرمز في رواية"مدينة النساء "للروائي التونسي الأمين السعيدي

بقلم: اميرة الهيشري

مدينة النساء منعرج حاسم في تاريخ الرواية العربية 

اسلوبا ولغة ومنهجا وتصورا وطرحا...اذ أن كل شيء في الرواية هو رمز له دلالات متنوعة ،مترامية الاطراف،فالشخصيات مثلا هي رموز تبطن حكمة ومعرفة دقيقة بالواقع التونسي والعربي الذي عايشه لمين السعيدي وقرأ عنه وفكر فيه واستشرف مستقبله...ننطلق من تحليل رمزية الشخصيات في الرواية بعد تصنيفها حسب ثنائية(الشر والخير)

أ)الشخصيات التي تمثل الشر:

(عبودة،عادل،رباب،حراس السجن،مدير السجن،القطة لوزان،الشرطي،صاحب الحمام مريان،تيم كلوش...)

ب)الشخصيات التي تمثل الخير:

(صفوان،فاطمة،محجوبة،

عبد اللطيف،لينا،زهور،رجاء،احمد لمكشر،ملاك،علالة،انور،ماجد...)

ج)شخصيات تتراوح بين الخير والشر:

(شهناز،النساء المطالبات بالحرية،زوار الحمام...)

فشخصية"عبودة"هي رمز الخيانة والاضتراب والخوف والتوحش،وذلك لأنها شخصية ظالمة متجبرة

وهو شخصية محورية في الرواية وشخصية"رباب"زوجة عبودة هي رمز للغطرسة والديكتاتورية والتسلط...أما حراس السجن فهم رمز للعبودية والظلم لأنهم يطبقون الاوامر بتوحش تام

أما القطة"لوزان"فهي رمز لنجاسة الانسان وتوحشه...حيث يحول براة الحيوان الى قادح للشر والخيانة والظلم...

أما الشخصيات التي تمثل الخير فهي كثيرة في الرواية نذكر"صفوان"الشخصية المحورية أو بطل الرواية الذي اعتقد انه يشبه كثيرا الروائي الأمين السعيدي فهو رمز الصبر والقوة والتمسك بالمبادئ والقيم...يعشق الوطن والشعب والادب والفلسفة وقد تزوج فاطمة الاديبة المفكرة وهي ابنة احمد المكشر فيلسوف ومفكر كذلك وهو ما يحيلنا على رمزية المفكر في الأرض والذي يجب ان يمثل مركز الحياة والمعرفة وكل عملية تحول في الوطن...

أما شخصية "زهور" فهي أم صفوان التي تعشق الفن والجمال والادب رغم انها ولدت في حي شعبي وتزوجت بطريقة تقليدية ولم تدخل المدرسة

حتى أصبحت رمزا لثراء العقل ونقاء الشعور بعيدا عن عالم المدارس والتلقين...

كما أن المكان يمثل رمزا في مدينة النساء اذ ان الصحراء هي رمز الجفاف والخصب في ان واحد لطيبة سكانها حيث يتحول الجفاف الى خصب

كما ان الحي الشعبي رمزية العمق والاصل

نذكر من ذلك الاماكن الواقعية"نهج المر"نهج الوادي"بباب منارة بالبلاد العربي بتونس

سوريا،السعودية،تركيا،انجلترا،ليبيا،فرنسا،لبنان،الجزائر...

كما ان للزمان رمزية جدا دقيقة بعمق فلسفي يمثل الليل غياب الحرية ويمثل النهار التحرر من لحظات الفجر الاولى...

رواية مدينة النساء هي رواية رمزية تحيل الى التعدد والتنوع، تتراوح  بين ثنائية الخير والشر والعبودية والتحرر والسعادة والبؤس والطيبة والتوحش...