الكاتبة الصحافية السودانية / هديل عبدالرحمن تكتب مقالًا تحت عنوان "عندما بدأت الكتابة"
عندما بدأت الكتابة كانت لدي قائمة للموضوعات التي سأكتب عنها لم يكن الحب من ضمنها، ربما لأن طبيعة العمل الصحفي السياسي يجرف الصحافي ويبعده عن مثل هذا النوع من الكتابات الثلثة واللينة المرنة، الكتابة عن الحب قد لا تكون بنفس العمق ونفس وقعها في نفس المُحِب، لكنني على أي حال تجرأت اليوم للكتابة عنه وذلك بسبب إلحاح شديد من مجموعة من الأصدقاء، أرجوا ألا أكون قد قللت منه في الوصف بسبب جهلي لبعض المفردات الأدق وصفاً والأكثر عمقاً.
الحب في رأيي هو شعلة يُستضاء بها، هو الآمل في عز اليأس والنجاة عندما توشك على الغرق، الحب هو رحمة من فيض الرحمان ولمسة حانية من أصابعه! هو بلسم الأرواح المُعذبة، وهو ليس عاطفة فقط بل إرتقاء للإنسان بداخلنا وتجرده من موبقات ينضح بها الواقع، الحب الذي عشته أنا شخصياً كان شعور عذب ودافيء أفرحني وأبهجني وأعاد لحياتي وهجاً ومعنى في وقت كانت الحياة قاتمة وشديدة السواد، وحده الحب القادر على أن يُضفي لوجودنا معنى ولحياتنا مغزى، لأنه الفطرة السليمة والمساحة النقية البيضاء التي تلتقي فيها الروح مع النفس فيدق القلب لهما فرحاً وتسامحاً كأن الإنسان إلتقى بذاته التي ضيعها في دروب الحياة.
يقول الأستاذ سعد محمد رحيم عنه:
الحُب مُفردة مركزية في كل ما تكتُب!
وأنا عندما أكتب أكتب أجمل تجليات الصفاء وأرقى سمو الإنسان بلحظات حب بالغة الآثر.
إن الحُب يا أصدقائي هو عبارة عن أرواح تجدها في نفوس نقيه، يدخل القلوب دون إستئذان، وهو قدر من عند الله ليس بإرادتنا وليس لنا فيه يد، وإن أردت أن تُحب يوماً عليك القيام بأشياء كثيرة لضمان إستمراريته مثل الإخلاص، والتفانى فى إسعاد الآخر، وإبداءه على النفس، والصبر، والتجاوز، لتنعم بحياة تكسوها المحبة والسلام.
الحب ليس ماتطرحه الأغاني والأفلام، إنه قيمة عليا، وتفانٍ، وعطاء، وتناغم مستمر، وإتفاق في الرؤى والنظر إلى العالم .
جميل جداً أن يكون لدى الإنسان شعورٌ كهذا، بالعاطفة الجميلة هذه في هذا الزمن الذي أوشك على إقناعنا بأنه سيغادرنا لولا قناعتنا به وبأنه هو إكسير الدنيا والجسر الذي نعبر منه إلى ضفاف الخلود.
مهما أشعروكم من أحببتموهم بالخذلان وأشعروكم بأن الحُب تضآءل في القلوب لا تصدقوهم ولا تكترثوا لهم أخبروهم بثقة أن الحب هو رحمة على هذه الأرض ودونه الحياة فقيرة، عقيمة
أخبروهم بقناعة وقولوا لهم:
أن الحب منتهى الإنسانية والتعقل الفائق وهو سبب ديمومة الجنس البشري حتى الآن.
أخبروهم أن خذلانهم لن يقتل رغبتكم في الحب، ولن يفقدكم الثقة في الناس، بل سيجعلكم تبحثون عنه بلهفة، وشغف، وإصرار مهما تشوه بتصرفاتهم وإسلوبهم وقسوتهم، سيبقى الحب للأبد هو خلاصة الأخلاق والإنسانية.
الكاتبة الصحافية السودانية / هديل عبدالرحمن تكتب مقالًا تحت عنوان "عندما بدأت الكتابة"
Post A Comment: