الكاتب السوداني / أبوذر مصطفى يكتب : رحلة قلبية


الكاتب السوداني / أبوذر مصطفى يكتب : رحلة قلبية


أرواح دخلت إلى حياتنا وبقيت بداخلنا؛ وأخرى خرجت ولم تعد حتى الآن، وما زال القلب صافياً، يتنقل ولا يكترث، يألف أشخاصاً ويجفو آخرين، يتعلق بروح ويترك أخرى.

أما آن لهذا القلب أن يتوقف قليلاً عن هذا العبث! ألم يتعب بعد! بين حناياه يحمل الحب، وفي جوانبه شيء من الخوف والذعر، أما آن له أن يأخذ استراحة بسيطة على إحدى شواطيء الحياة.

إلى الرحالةِ قلبي، إهدأ قليلاً يا عزيزي، سيبتسم لكَ الحظ يوماً - كما قالت لكَ جميلتك التي جفتكَ - سينجلي ذلك الظلام ويحل النور على آمالك، سيهبك الله فرحاً ينسيك بلاد تلك الفتاة التي زرتها يوماً في رحلتك، ستأتي أخرى آخذة الشموع في أصابعها الجميلة، حاملة معها الحب والسعادة، لتضيء تلك الزاوية الخافتة من غرفتك، وتهديك حلماً وحباً لطالما ارتجيتهما.

في يوم ما سيعلم الأصدقاء أنك كنتَ مهتماً بشأنهم؛ لكنك اخترت البعد رأفةً بهم، وأنك كنتَ ترى هاتفك يرن، ولم تُجِب، سيفهمون الأمر عاجلاً أم آجلاً، سيدركون أنك أصبحتَ فارغاً من الداخل، ولكنهم كانوا هناك، في ذلك الفراغ، كانوا في كل تلك اللحظات المريرة، كانوا معك؛ حتى وإن لم تكن بينهم.




الكاتب السوداني / أبوذر مصطفى يكتب : رحلة قلبية





Share To: