الأديب المصري / إبراهيم الديب يكتب نصًا تحت عنوان "أحب الاستيقاظ مبكرا"
أحب الاستيقاظ مبكرا وأحرص عليه لأستمتع بما تبقى من سكون الليل ،وأسراره أصلي ،أتناول قهوتي أجلس في حضرته سويعات في صمت قبل أن يقوم النهار: بفض ضبابية وخمول الليل ،وكسله وأحلامه ........ لحظات جميله لا أستطيع تحديدها تماما : هل هي من الليل؟، أو من الأمس؟ ، أم هذه الفترة للصباح , لا ينازعه فيها وقت آخر؟ لا أهتم بذلك أترك نفسي لجلالها وجمالها الوسنان الخجول لتتسلل بما تحمله من صفاء ،وشفافية لنفسي... أشعر بخدر لذيذ قبل أن تخرج الأشياء من ضباببتها المستترة بها ،قبل أن تعلن عن نفسها بوضوح ...أتذكر ماذكره القرآن عن الصبح الذي "تنفس" وما دونه الشعراء والكتاب عن هذه المليئة بالاسرار و الألغاز والسحر والجمال ...وما حملته المخيلة الشعبية عما يصيبه المبكرين الذين يضربون ويسيحون في أرض الله، وكونه الفسيح من فضله. إن الله يخلق الدنيا من جديد كل صباح حتى بجلو عنها غبار السنين، ويجعل لنا نصيب كل صباح من مشاهدة بقية من الخلق الأول فلا شيء يذوب وينتهي بالكلية فما زال هناك ،من بدايات خلق الفجر الأول شيء استشعره: في تنفس الصباح...
Post A Comment: