الشاعر السوري / عبد اللَّطيف عمر يكتب قصيدة تحت عنوان "تفاصيل صغيرة"


الشاعر السوري / عبد اللَّطيف عمر يكتب قصيدة تحت عنوان "تفاصيل صغيرة"


_ ١ _


وكانَ الطِّفلُ يلهو في الحديقةِ


يلعبُ الغُمَّيضَةَ البلهاءَ دونِي


_في عيونِهِ ماءُ رَوْنَقِهِ الطُّفوليِّ النَّقيُّ بِلا انعكاسٍ


«إنَّما المأساةُ تَضحكُ في عيونِي»_


صاحتِ الأمُّ المريضةُ:


_صوتُها المبحوحُ نايٌ في شِفاهِ الرَّبِّ، نُورٌ شاعريٌّ في حديثِهِ_


«كُنْ كبيرًا، يا صغيرِيْ!»


_ ٢ _


كانَ شيخُ الحيِّ بُهلُولًا مُرِيبًا


عندَما غَرِقَ الصَّغيرُ _فضولُهُ متوحِّشٌ_ جاءَوا إليهِ ببعضِهِ


"يا شيخَنا، بُهلُولَنا، كَبِّرْ مُخَيخَهُ!"


كانَ شيخُ الحيِّ يَضحكُ مِثلَ طفلٍ جاوزَ السَّبعينَ


(أبراكادابرا) لَمْ تَكُنْ ذا أيِّ جدوى


إنَّهُ متفهِّمٌ _ذاكَ الصَّغيرُ_ عَلامَ جُنَّ الشَّيخُ يومًا


_ ٣ _


لَمْ أَعُدْ متوقِّعًا


كانت حياتِيْ _دونَ شكٍّ_ بعضَ شكٍّ. لا يقينٌ في اليقينِ


«إلامَ تَغرقُ في التَّفاصيلِ الصّغيرةِ، يا صغيرُ؟!»


وأَذكُرُ البُهلُولَ إذْ يخلو إليَّ يَبُثَّ همَّهُ في حَشايَ، وكانَ يَبكي


«طِفلِيَ الموعودُ، لَمْ يُنْجِبْكَ حُزنٌ لِلبُكا والموتِ، فاضحكْ!


قُمْ، تحدَّ العُمْرَ، والتَّاريخَ، والأعرافَ، لا تَكبَرْ؛ فلا ينمو المفكِّرُ؛ إنَّ رُوحَهُ في بَناتِهِ. كُنْ صغيرًا»




الشاعر السوري / عبد اللَّطيف عمر يكتب قصيدة تحت عنوان "تفاصيل صغيرة"



Share To: