فضيلة الشيخ سيد محمد على معلم اول بالازهر يكتب : الذنوب تزيل النعم وتحلّ النقم 


فضيلة الشيخ سيد محمد على معلم اول بالازهر يكتب : الذنوب تزيل النعم وتحلّ النقم


من عقوبات الذنوب  أنها تُزيل النعم وتُحِلّ النِّقَم. فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب ولا حلّت به نقمة إلا بذنب كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( ما نزل بلاءً إلا بذنب ولا رُفِعَ بلاءً إلا بتوبة )


وقد قال تعالى ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) الشورى


وقال تعالى  ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) الأنفال


فأخبر تعالى أنه لا يغيّر نعَمه التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغيّر ما بنفسه فيغيّر طاعةَ الله بمعصيته وشكرَه بكفره وأسبابَ رضاه بأسباب سخطه


** آثار المعاصي على الإنسان


ويمكن أن نوجز آثار المعاصي على الإنسان في الأمور التالية


 ١:  المعاصي سبب غضب الله على صاحبها


روى مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لعن الله السارق يسرق البيضةَ فتُقطع يده ويسرق الحبل فتُقطع يده)


٢: المعاصي تُذِلُّ صاحبها 


المعصية تورث الذل ولا بدفإن العزَّ كل العز في طاعة الله تعالى؛ قال تعالى ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) فاطر أي فليطلبها بطاعة الله فإنه لا يجدها إلا في طاعة الله وكان مِن دعاء بعض السلف ( اللهم أعِزَّني بطاعتك ولا تُذِلَّني بمعصيتك)


٣:  المعاصي سبب نسيان العلم


 العلم نور يقذِفه الله تعالى في القلب والمعصية تُطفئ ذلك النور

كان الإمام أبو حنيفة إذا أشكَلت عليه مسألة قال لأصحابه ما هذا إلا لذنبٍ أحدثتُه  وكان يستغفر وربما قام وصلى، فتنكشف له المسألة


٤:  المعاصي سببُ قلة الرزق والبركة 


 إن العبدَ ليُحرَم الرزق بالذنب يُصيبه وتمحق البركة مِن عندِه في كلِّ شيءٍ قال الله تعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) الأعراف


٥:  المعاصي تسبِّب الإهانة لصاحبها


 قال الله تعالى ( وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ) الحج قال الإمام ابن القيم رحمه الله المعاصي تسلُبُ صاحبها أسماءَ المدح والشرف وتكسوه أسماء الذَّم والصَّغار


٦:  المعاصي تجعَل صاحبها ينسى نفسه


قال تعالى ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) الحشر

وأعظم العقوبات نسيان العبد لنفسه وإهماله لها وإضاعته حظَّها ونصيبها من الله


وقد أحسن القائل


إذا كنت في نعمة فارعها فإن الذنوب تزيل النعم وحطها بطاعة رب العباد

 فرب العباد سريع النقم






Share To: