الكاتب السوداني / أحمد محمدنور يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "أرشيف الذكريات" 


الكاتب السوداني / أحمد محمدنور يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "أرشيف الذكريات"


"التقينا دون قصد ، أحببتها فتزوجت غيري فتي يدعي الفراق ، أنجبت منه الاموره قسمة والبطل صبر بن فراق ".

"انقطع الوصل بيننا وطال بنا الزمان وارتفع جدار الفراق حتي جاء شبح لهب الاحتراق والكل صامت وفي الدواخل دمعة عصية تأبي النزول ولم يكن معنا زاد سوي تلك الصور القديمة ذات الخلفيات الباهتة لكل صورة قصة تروي تفاصيلها الدقيقة وتترجم معالمها فتتحول الي حرف وكلمة ثم الي جملة ومعني،  الصورة الأولي دفتر وفنجان وسماعة متشابكة بجانبها حقيبة ، وتبدوا الحياة جميلة وفي ثغرها ابتسام.

نطوي ساعات طوال نصغي لبعضنا دون كل وملل. تمنيت أن تشاركني أمور ، أهمها تخصصنا و قاعات الدرس  ، عجبت  عندما دندن أحدهم بأغنيتي المفضلة والتي شاركتني إياه . 

كنا نغني اغنية واحدة لطالما أحببتها وجدت فيها الذوق نفسه ، أغنيتها المفضلة، برجها ، لونها ، حتي وجبتها  "

جعلتني كاتباً بكثرة سؤالها

"مرت الايام سراعا وازداد حبي لها دون أن أخبرها ما بداخلي ، كنت أسعد كثيرا لرؤيتها ،اغار عليها عندما تجلس مع غيري . 

كنت اشتاق إليها وهي بجانبي ومالبثت ان باعدت بيننا الأيام فكنت قريب منها ومشتاق إليها علي الدوام ، نفترق لقضاء الاجازة هي مع ذويها وانا مع طيفها الذي أوفي ولم يخب الظن عني فكتبت فيها قصيدتي (انتي مني)...

"حدثيهم انتي مني

وخذي الناي مرارا

واعزفي الأوتار غني "

وقلت لطيفها:-

طيفها اليوم انيسي...لم يخب الظن عني

بعدك الناي حزين ....لم أعد يوما أغني 

بعدك الكلمات راحت...والقوافي وكل فني

بعدك القلم استراح...لم يدوّن عني فني"

كانت تقرأ قصائدي وكنت احفظ منها مباشرة ، هي مولعة بحب الشعر والرواية والقصص الخيالية وانا مولع بحبها وعشقها هي.

كانت تتابع صفحتي في الفيس بوك يوميا وتكتب ماهو جديد ثم تلقيه علي مسامعي وكنت استمتع لسماع صوتها وهي تقرأ ما خط يراعي ، تسألني من حين لآخر ماذا كتبت؟؟؟ جعلتني كاتبا بكثرة سؤالها !!

"ثمة أوراق وقلم وممحاة بجانبنا وهانحن جالسون بالقرب من مكتب الدكتور عبدالله العوض نستذكر دروسنا الصورة لطلاب وطالبات دفعتي منهمكين في القراءة وتبدوا علي أعينهم الدهشة والخوف من مجابهة كراسة الامتحان ؛ كانت دائمة التفائل واثقة الخطي تسبق سيرتها الطيبة شخصيتها متفانية عملية ومتعاونه .

وجلسنا للامتحان الأول وقبل إعلان النتيجة .....

"قبل إعلان النتيجة كانت الدهشة والخوف يغطي ملامح المكان ،  الكل يترقب حتي النوابغ والاذكياء كانوا في حالة خوف ورجاء ، عادة قبل النتائج الخوف يسيطر علي الكل. يندفع الكل صوب البوابة ليصدهم مسجل الكلية من ولوج المكتب ويطمئن الجميع بأن القادم احلي ، كنت أقف بعيدا عن زخم المكان أبحث عنها بصمت ، لم اكترث لدرجة التحصيل كثيرا رؤيتها كانت الأهم عندي .

وفجأة رأيتها في ابهي صورة ومعها دفتر جديد وشاب طويل وسيم مهندم ممسك بيدها .

لوحت بيدها من بعيد ، ثم واصلت مسيرها مع الفارس الجديد .

أخبرتني احدي طالبات الإعلام إنه من كلية الطب وتعرّف علي حبيبة قلبك للتو".

"معظم العلاقات تهدم بسبب الصمت وعدم البوح ، او بسبب طرفها الواحد وجهل الطرف الآخر. هكذا قالت إحداهن معقبة علي حالتي بعد ظهور فارس الطب الذي امتطي جوادي دون إذن مني .

كنت أعشق حضورها واهوي تلك العيون السود صامتا ، لم أخبر أحدا بحبي لها ، ثمة شيئا يراودني لكي أخبرها ولكن كنت عنيدا عميدا في كلية العناد غيورا يغار دون اسباب . الكل يعلم إنني أعشقها رغم صمتي وعدم البوح ماعدا هي خاملة المشاعر دائمة الركود ، جهلت لغة العيون ولم تقرأ نظراتي، همساتي، قفشاتي، منشوراتي وحتي قصائدي التي كانت تحتويها كل حين.

(أحببتها صامتا وكنت أخشي البوح وفقدتها صامتا وهي تجهل حبي) .

أخبرني صديقي ان اصارحها دون أن تتطور علاقتها مع فارس الطب "

"في قانون البشر : إذا انكسرت الثقة مرة لا تعود  ، هكذا قلت لصديقي عندما طلب مني أن أبوح بقصتي. 

عادت عند منتصف تشرين وهي حزينة وفي يدها هدايا بمناسبة عيد ميلادي ، لم أبه بما معها من مغريات .

ثمة شيئا ابعدني عنها وتعمدت ان انتصر لقلبي الذي نزف كثيرا لفقدها. أتت تريد مساعدتي إياها والوقوف بجانبها. 

حاولت صدها ولكنني فشلت أمام نظراتها وابتساماتها التي اخترقت قلبي دون استئذان. 

قلت في نفسي معها حق ،انا الذي جعلت حبي سراً .

هي لا تعلم إنني أحبها ، وجعلتني صديقا ورفيق سنين الدراسة والتحصيل . لا أخفي أن علاقتنا ابتدأت هكذا ولكن سرعان ماتحولت صداقتي الي حب وهي لاتدري. 

رقيقة هي من اهواها ، كأجنحة الفراش رقيق قلبها يتفتت بالملمس. 


قلت لها في قانون البشر : " إذا انكسرت الثقة مرة لا تعود "

قاطعتني قائله:"وفي قانون الله تعالي "التائب من الذنب كمن لا ذنب له".

النهاية..




الكاتب السوداني / أحمد محمدنور يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "أرشيف الذكريات" 




Share To: