الأديب المصري / محمد نورالدين يكتب مقالًا تحت عنوان "هم القادة" 


الأديب المصري / محمد نورالدين يكتب مقالًا تحت عنوان "هم القادة"


لا تغترون بمن ارتدى اليوم البزة العسكرية ووقف أمام عدسات المصورين يعلن أنه مستعد للقتال، هؤلاء الرجال لا يحاربون ولايعانون الفقد لذويهم، هم فقط يضعون شعوبهم على المحك، ويستطيعون في لحظات الحصول على الملاز الآمن دون عناء.

هم من يحصلون على النياشين ليزينوا صدورهم لو كتب لهم النصر على جثث عشرات الالاف، وربما يكتب لهم سطراً في التاريخ ملئ بالثناء.

هم لا يحرمون أنفسهم شيء، بل سيحتسون قهوتهم في موعدها وطعامهم الخاص لن يتأخر، وكل الأجهزة توفر لهم الأمان والسكينة.

اما نحن المنتظرون على المنفذ الحدودي منذ يومان في هذا الجليد فقدنا كل شيء، فقدنا المنزل الذي لم فيه أجمل ذكريات عمري منذ عقدين من الزمان، وفقدنا الأمل بعد أن أصبح كومة من ركام، وفقدنا الزوج الذي اضطر لحمل السلاح في عقده الخامس ليحمي مدينتنا، ورغم أننا بلا أمل في اللقاء مجدداً الا اننا نخدع أنفسنا بالأمل.

اما نحن منتظرين أمل في الهروب من هذا الجحيم أو أمل في الخلاص من هذا العالم البائس المريض، العالم الذي يحمل قادته الكراهية للآخرين، العالم الذي لا يظهر في مستقبله الا الجحيم المعد لكل اهل الأرض.

أما نحن بين يدي الله ندعوه ونستغيث به أن ينجوا هؤلاء الأطفال من الذبح، الاطفال الذين هربوا مع أمهاتهم، أطفال أبرياء تكسوا وجوههم الرعب والفزع بدلاً من البراءة.

لو كتب لي النجاة لن أكون سعيدة لأن هؤلاء الأطفال المذعورين لم يصبحوا غير قتله مثلهم مثل قادة الحروب هؤلاء.




الأديب المصري / محمد نورالدين يكتب مقالًا تحت عنوان "هم القادة" 



Share To: