الكاتبة السودانية / إسلام بريمة عثمان احمد تكتب "مابين حياة وحياة"
لما تلِك الضجة من حولي !ياالهي امي لِما كل تلك الدموع هل كنتِ تَصرُخين حقا، عجبا تبتسمين وانتِ في تِلك الغرفة الغريبة المليئة بالادواتِ ،موضوعة علي سرير يبدو غريبا بعض الشيء،مستلقية على ظهرك تبدين مُرغمة، وضُعت اقدامك على مستوى متُباعِد من جسمك، وذلك السائل الاحمر المتدفق من تحتِك، لايبدو منظره مُحبب ،وحولِك أناس لم استطع تفرقة اصواتهم، ليست مشابهة لتِلك الاصوات التي كنت اسمعها طوال التسعة اشهر واسبوع ،ولكنهم هادئون ماعدا سيدة كبيرة في السن ضخمة البنية ترتدي لِباس ابيض كالجميع،ولكنها الاشرس كانت تحملُني بين يديها وبكل قسوة ضربتني علي مؤخرتي، كنت صامدا في وجه تلك الضربات مشغولا بالتأمل علي حالك وجسدك النحيل، ولا حول لك ولا قوة، شعرك المُتطاير كأنك كنتِ في عراك ولكنك خرجتي منه منتصرة ابتسامتك دلت علي ذلك،كنت اري القلق في عينيك،لذا صرخت لأثبت لك وجودي ،فرئتاي امتلأت بذلك الهواء الذي اصبحنا نتنفسه معا انا وانتِ في تلك الغرفة،لن انسي تلك الشهور التي قضيتها اتقلب فيها بداخل بيت دافيء مملوء بحنانك اللا متناهي ، كنت استشعر ماتحسين به من غضب وفرح احيانا اتعمد الهدوء لا يستهويني الحراك كثيرا ،لأثير قلقك بدافع الحب، واحيانا اكون متعبا عندما تقومين بمجهود فوق طاقتك ،متجاهلة وجودي ايتها العظيمة ،كم كنت اتشوق لخروجي حتي اتشبس بدنيا انتِ ربيعها .
بعد صراخي رأيت اسارير الفرح في وجوه الجميع ،حتي تلك الضخمة يبدوا انه انهكها التعب ،حسب مااري خروجي من احشائك لم يكن بالأمر الساهل، وانني اطلت البقاء بالرغم انها سنتميترات حتي استنشق هواء دنيتك ياامي ،ولوهلة خارت قواك وكأن قلبك لم يطاوعك لافارق جسدك النحيل الذي كُنت اتلحفه طوال اشهر،ذلك يفسر صمتي المقلق وتأخر صرخة ميلادي، وُضعتُ في سرير مجاور لكِ ولكنه صغير ودافيء، تم تجفيفي من تلك السؤال بكل عُنف رغم جسدي الصغير، ولكن يبدوا ذلك مايحدُث عادة لمن هم في سني .
انتهت تلِك اللحظات المُبهِجة نعم مُبهِجة فأمي سعيدة والكل سعيد ،تم اعطائِي لجدتي ،احتضنتني بكل قوة ،ودموعها تُبللني مرة ثانية كانت ملامحها مريحة برغم كبر عينيها وانفها وكل شي فيها يبدوا ضخما فأنا اتمرجح بين يديها واكاد لا اري بسهولة ،حملني ابي بين يديه وهو يقرأ شي بين اذني تبدوا مألوفة تلك الكلمات ،وانتقلت بين يدي شخص اخر، وكان يتمتم باشياء لا افهمها، ويخرج لسانه ويدخله وعيونه جاحِظة تارة وتارة كالجميع ،يبدوا انه يريد مُلاطفتِي بطريقة يفهمُها الجميع الا انا.
واخيرا في يومي السابع وانا بين احضان امي سَمعتها تُناديني بأسم احببته جدا،اسم يلفظه الجميع واحبه والداي، يبدو انني اخيرا اصبحت لي هوية ومعني في الوجود،يبدوا انني الوليد المحظوظ بعد ان اصبحت انا( وليد.)
الكاتبة السودانية / إسلام بريمة عثمان احمد تكتب "مابين حياة وحياة"
Post A Comment: