الكاتبة الصحافية المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "حقوق الملكية الفكرية" 


الكاتبة الصحافية المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "حقوق الملكية الفكرية"


يشقى الكثير منا ويحتاج المزيد من الوقت كي يتمكن من إخراج نصاً على أكمل صورة ، كما رسمه في ذهنه منذ تولَّدت تلك الفكرة في خياله ، فلا بد أنْ نعي ذلك الجهد الجبار الذي يبذله الكاتب ويُكرِّسه في سبيل إخراج عمله الأدبي أياً كان نوعه غير محاولين السرقة أو النقل أو حتى الاقتباس ، فتلك الملكية الفكرية حق لا بد من مراعاته كأي حق آخر ويتجلى من خلاله إتقاء الله في الخَلْق وعدم إزعاجهم أو محاولة جلب الضيق لصدورهم وتشتيت فكرهم بعيداً عن ذلك المجال الذي يحاولون الإبداع فيه بقدر الإمكان فتتقلص قدرتهم على تقديم الجديد خوفاً من تلك الأفكار السلبية التي تطاردهم بين الفينة والأخرى ، ولكن هذا من وجهة نظري مضيعة للوقت فلكل امرئ ما نوى والأهم هي تلك الإفادة التي تعود على القارئ فلا يهم الكاتب الواثق من ذاته تلك الأمور الأخرى المتمثلة في نهب أفكاره الفذة وغيرها ولكنه كمَنْ يخشى على شخص يحبه ، يُقدِّر مجهوده ليس أكثر من ذلك ، يَغار على نصوصه من أنْ يسلبها أحد وينسبها لذاته فلقد تعب وأُجْهِد كثيراً حتى تمكن من كتابتها وصياغتها وتمحيصها وإعادة مراجعتها عشرات المرات من أجل خروجها للنور على أكمل صورة ، فلنتحل بالرحمة ونترك الجميع ينعمون بإبداعاتهم الأدبية دون توقيعهم في الخوف من أمور من المفترض أنْ تكون خارج حيز تفكيرهم حتى لا تقتات من جهودهم وتسلب منهم التركيز الشديد و تأخذ من تفكيرهم المزيد بلا جدوى وتُضيِّع عليهم الكثير من الفرص الذهبية في الكتابة ، ناهيك عمّن يبيعوا مؤلفاتهم من أجل الحصول على بضع المال إذْ يمنحونها لغيرهم بحيث تُنْسَب إليهم برضا من كاتبها وكأنه يُبدِّد ذلك الجهد العاتي والوقت الثمين الذي استغله في الكتابة ومحاولة نفع الغير ، فمثل هؤلاء لا يلتفتون إلى المنفعة بقدر سعيهم وراء تحصيل المال فهم بعيدون كل البُعد عن الأدب والثقافة على حد سواء ، فمَنْ يتخلى عن جهده قادر على التفريط في أي شيء مهما كان باهظاً وقد يبتاع أبناءه (فلذات أكباده ) ، أغلى ما يملك ذات يوم والعياذ بالله ، فهؤلاء لا يُقدِّرون تلك الموهبة التي حباهم الله إياها والتي قد ترفع من قَدْرِهم وتمنحهم مكانة اجتماعية مرموقة رفيعة في المجتمع وقد يُؤثِّرون في تغييره بشكل أو بآخر من خلال تلك النصوص التي يُقدِّمونها للجميع دون التقطير عليهم بهذا العلم والمعرفة التي ميَّزهم الله بها ، فلا بد أنْ ندرك الفارق بين الفريقين ونتعظ من تلك الأفعال التي يتصرف البعض على نحوها وكأنهم غير مكترثين بتلك الرسالة التي أناطهم الله بها البتة ، فهم لا ينظرون سوى لجانب واحد فقط وهذا ما سوف يقلل من قيمتهم ويخسف بتراثهم الأدبي عقب رحيلهم بلا تحقيق الطائل منه ...






Share To: