الكاتبة السودانية / هديل السر تكتب نصًا تحت عنوان "من قال أن الحياة لا تقف ؟؟"
من قال أن الحياة لا تقف ؟؟
الحياة في بعض الأحيان تتوقف في داخلك
حتى لو كانت مستمرة والجميع يراها تتحرك
وحدهم الغائبون من يعلمونا معنى الموت في الحياة
كيف يغيب الوجود من حولنا دون أن نفقد الوعي
كيف تتوقف المشاعر دون أن يتوقف النبض
وتختفي الألوان دون أن يختفي البصر
وتتلاشى الروائح دون أن ينفد العطر
وحدهم الغائبون من يعيدون رسم خارطة حياتنا
بأقلام الوجع وينحتون تفاصيلها بمرارة الفراغ
جميل أن تبقى الذكريات الجميلة حتى وإن تشوه أصحابها
الأشياء تنتهي لكن الذكريات تدوم للأبد
اللعنة على الذكريات
التي تأتيني لتُخبرني اني مهما كابرت
فأنا ضعيف جداً أمام من أحب
قد تهزمني أغنية أو رائحة عطر أو قصيدة
شيء بسيط يعيد للحياة قصة
ظننتُ أنني قد دفنتها في مقبرة الماضي للأبد
تمضي الأيام وتبقى الذكريات أحياناً نكتب ما نشعر به
وأحياناً نكتب ما نتمنى أحياناً نكتب ما فات وأنتهى
والأغلب نكتب لأنفسنا بحروف لا يقرأها إلا من يشعر بنا
تمضي الأيام وتبقى الذكريات الجميلة
تغطي على الأيام الحزينة هناك بصمة لا تنسى
ما أردته لنفسي ليس الذي حدث لي بالفعل
ولكنني غيرت خططي ألف مرة لأفرح
وألف مرة لأحتمل وألف مرة لأعيش
كلنا كالكتب نحمل بدواخلنا حكايات
وأحاسيس جياشة وتجارب حياة
ويأتي أحدهم ليحكم عليك من غلافك
دون أن يكلف نفسه عناء قراءة صفحاتك
ولو أنه بدأَ فقط بقرئت سطر واحد منها
لربما شدته نفحاتك وتاه بين حروفك وأسرته كلماتك
لكنه أختار إن يحكم عليك من عنوانك
ويمضي دون أن يعرف حقيقتك وعمق حكايتك.
Post A Comment: