الكاتبة المغربية / وجدان بودادن تكتب مقالًا تحت عنوان "علامة طاغية"


الكاتبة المغربية / وجدان بودادن تكتب مقالًا تحت عنوان "علامة طاغية"


 أجساد كبيرة تَميزت بتقلص أدمغتها، رماح قاتلة من المقربين بَرزت ألم الساعة، و إنسانية مفقودة في زمن الجهل، و قفتُ جانبا أُحدق في السلوك البشري مع تركيز عميق يَغمرني بأفكارٍ جديدة  و يُؤلمني بأفعال قبيحة، ثم قلتُ إلى متى هذا الجهل؟!..، البداية مع أجساد البغال و عقول العصافير؛ ما وجدته لافتا للنظر في هذا المرض الذي يُحرض على الوهم و الهلوسة و ما إلى ذلك، هو الدافع الراجع بالأساس إلى حياتهم المملة التي تَرمي بهم للذّة العيش بعقلٍ صغير لخلق نوع من المتعة و المغامرة، بينما الوسط مع أصحاب العلاقات الوهمية و هي بحد ذاتها عقول صغيرة؛ نظرا لقصر نظرها تُنزه نفسها عن كل خطأ و تَرمي به على غيرها، و تُؤمن بأنها وحدها من تستحق البقاء، أما النهاية مع الإنسانية التي انعدمت في وقتنا الحالي؛  فهي ارتبطت بالبداية و الوسط لدرجة جَعلت منهم وحوشا يلعبون بغيرهم دون حرج، يَقتلون الحيوان و يَأكلون لحم الإنسان دون ضمير ما يفقدهم آدميتهم و يجعلهم كائنات منزَّهة عن العيب و الجريمة، حقا أمر البشرية محزن إذا استمر الوضع على هذا الحال! 

قفزتُ بضع خطوات إلى الأمام قصد التجسس عن الحمل الثقيل الذي تحمله أغلبية البشرية نتيجة ما يحصده الجهل المُستمر، لم أجد سوى قلة الوعي و التكافل مع الحقارة، ماذا حصل؟!..، كرامة رخيصة الثمن، قيمة أخلاقية متدنية، عصبية شرسة بإمكانها القتل، احتقار النفس قبالة الغير، و تفاهة مفرطة إلى أبعد الحدود،  نعم بِفضل هذا الجَهل المُنتشر الآن في عقول الناضِجين و المُراهقين، الحسَد خَنق العيْن و الكُره دَخل القلْب، أصبحتُ أَخجل من بشرٍ باعَ دِينه، إِيمانه، قَدره، حَياته، و آخرته، مُقابل أشياء رَخيصة الثمن و لا تُساوي سَنتيما واحدا في الدُنيا، أَبكي على جهل يُدغدغ أفكار الناس مجانا،  فهو عبارة عن كارثة حقيقية تَفشَّت في الكرة الأرضية، القليل من العقول الراقية تُحاول السيطرة عليه، تُحاول تبديل أفكار سخيفة باتت ذكية عند أصحابها، و تُحاول نشر الوعي و الإنسانية، في النهاية من أعطاكَ يده؟!..، أصبح الوقت يَطير، السنة مثل الشهر و الأخير مثل اليوم، بدلا أن يَتراجع المرء قليلا، يزدادُ افتخارا بما قدمت حواسه، نحن وسطَ دنيا لا تُساوي شيئا، الموتُ قريب و الإسلام بعيد، أجواء قاحلة يَعيشها الزمن و كأنها نهايته، أما البشرية مشغولة في تكاثر علامات الساعة! 

الحديث عن "الجهل" كان واضحا، باعتباره علامة صغرى من علامات الساعة، أسبابه عديدة ذكرنا البعض منها و لم ننسى الباقي، لكنه حقا سيطر على هذا العالم الصغير بأشياء كثيرة صنعها المرء بأفكاره و مشاعره، و ظن في مخليته أنه وجَد كنزا ثمينا يصعبُ التخلي عنه بسهولة، هُناك من يَضحك على النصيحة و يَستهين بصدق صاحبها، هُناك من يتكبر على سماع ما يُفيده و يَرى نفسه الأحسن في كل المواقف، و هُناك من يَلعب بقيمته لكسب بعض المتعة، إنها عوامل خطيرة تُوضح مرض الشخص الذي يَغفل عنه قصدا، نعم تلك الأمراض الداخلية التي لا نستطيع البوح بها بسبب القمع و الضعف هي العامل الأول في جهل الشخص و محاولة تطبيقه على غيره، و إذا نَقص العلم لم يبقى للبشر معنى سوى التبجُّح بالجهل، و قد أخبرنا الرسول  صلى الله عليه و سلم.. أن مع اقتراب الساعة أيام "يَنزِلُ فيها الجهلُ، و يُرفَعُ فيها العلمُ"..، اللهمّ أرنا الحق حقاََ و ارزُقنا اتباعه، اللهمّ أرنا الباطل باطلاََ و ارزُقنا اجتنابه.






Share To: