الكاتبة السودانية / إسلام بريمة تكتب نصًا تحت عنوان "مواليد الأمل"
قد كنا نصارع كوابيس ماضي اعتلت شُرفة أحلامِنا، وكادت أمواج بحر اللهفة ترتطم بعنفوان شبابِنا، افرطنا في حُزننا حتي صار يُلاحقنا كَظلنا، ولكننا استفقنا لنجد ذلك الشموخ واقفاً على بابنا، أتانا طرباّ ليَخبِرنا بحلول سعادة أبدية؛ أخبرنا بأن آن الأوان لنطلق سراح أحلامِنا السجينة لنتركها تعانق عنان السماء وتعود حُبلى بالبشريات البهية.
أخبرنا بضرورة اصطفاف أعمدة الحب في سبيل اِتزان قلعته الحصينة؛ تكاتفنا، توحدنا، و تخطينا صعابنا، ليس لنا شبيه تفردنا، صعدنا جبال عِزتنا افتِخاراً، تباينت ألواننا وتعددت لغاتنا والفكر مازال نابضاً بثباتنا تعددت وجهاتنا ولكن تبقى غايتنا هي الأوحد، عبرنا جسر أفكارنا نُزيح كل عوائِق تَصُدنا عن غايتنا النبيلة.
تضافرنا لنظهر في لوحة تَضِج ألوان حبها بنا، رأيناك تحوم في دُجي أحلامنا الصغيرة، بعد أن خارت قوانا وعصفت بنا سنين العمر كعجوز تلفظه الحياة باحثاً عن تِلك الإبرة في كومة أعمار ليس له سبيل إلا انتهاز فرصته لينهل مايسد رمق روحه العطشي وأنفاسه المعدودة؛ أتيتنا حلماً مبهجاً يراود كل من فقد بهجته وأحس بتبلد سجيته المعطاءة أزهرت عمراً يابساً أوشكت أوراقه الجافة أن تحملها الرياح لتعلن عزاء الطبيعة لها، أيا فرحاً هز قلوب شاخت وهي في أوج صِباها جعلتها تتراقص على ترانيم دقاتها المترنحة التي قاربت علي استسلامها بعد جفاف أوردتها بيأس ماضيها؛ أتيت قميصاً أبيضاً لاح في سواد عتمتنا أضأت ظُلمة أفكارنا، أحييت أرواحنا الهالكة بعثت فيها أضواء تُلاحقنا لنقِف على ثبات أعمدتنا المتراصة قوة واتحاداً بأفكارنا البناءة،
نحن شبابك يازهور أعمارنا؛ بنيتنا كشعب حالماً خرج يَصدح في حدائِق صمته، سنكون شباباً يداوي جراح العقول من الجهل، سنكون مِنبر عدلٍ يُدافع عن قضية مناصرة العلم وإعدام براثين الظلام التي تلبست شراً بأدمغة الشباب اليافعة، حتماً سنٌنير الحياة بأهازيج كياننا.
وسنعيد أعمار قلوب تهدمت بالخوف سنبنيك حقيقة أيا وطناً أتانا حلماً على عجل؛ سندعمك طوعاً بأفكارنا الشرهة لحب الجمال، تدثرنا بك ثوب من أمل بعد ماجعلنا اليأس عُراة؛ لقد كنا نرى الشمس ولكن لم ندرك أنه النهار، ونرى الظلام متناسين النجوم؛ جعلتنا نلم شمل أفكارنا بعد أن كادت تأخذها رياح الغٍل هباء.
اليوم أصبحنا لوحة فنية مرسومة بريشة واحدة يحملها الآلاف منا؛ اليوم ننفض غبار خمولنا عن أجسادنا المتعبة، سنكون ربانا لسفينة أسميناها الأمل ونبحر في عوالم مقصدها أركان وطننا الرؤوم، لنبنيه شبراً شبراً مُتحدين مَدّ وجزْر قد يطول.
اتحدنا شيباً وشباباً وعلى الخُطى العظيمة نضع بصماتنا ونًكفكِف دموع ماضيٍ قد مضى، بك ستستقيم أفكارنا المِعوجَة، ونعلم أنّ الطريق ليس سالِكاً ويتبعه ظلام كأنه الليل ولكن الشمس في المنتصف، وستضيء مُشكاة حاضرنا؛ أيا حباً اوقظ أمل أخضر بعد ذبول أوراقِه، ولكنها لم تسقط كيف تسقط وهناك غيث قد لاحت سحابته وكان الهطول وكان الأمل، وكان الوطن.
Post A Comment: