الكاتب السوداني / سمير ادم سميراوي يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "على شاطئ بحر الخيال"
أجلس علي تلك الربوة ، بالقرب من البحر ، وظلام الليل مختلطاً ببعض من ضوء القمر، الذي أنهكته مقاومة الظلام الدامس ......
مما يظهر عليه جلياً شئ من الإستسلام للواقع، ....
كحالنا تماماً تجبرنا الظروف للرضوخ لها رغم أنفسنا.........
وألسنة الأمواج تداعب أصابع رجلاي مما ينتابني القشعريرة بكل أرجاء جسدي ......
تجد في تلك راحة لتلك النفوس التي التي أرهقت وتحطمت بسبب ما تراكمت عليها من مسؤوليات لا حولا ولا قوة لها بها ..........
وعلي الضفة الأخرى فرقة شعبية ترقص وهم ملتفون حول نار، ويرقصون إحدى الرقصات الإفريقية القديمة، ومزامير موسيقاهم تشكل مع غرير الماء لوحة فنية باهية ........
ولكن النفس لم تعد تبالي بمغريات الأمور.
وفجأةً طبطب صديقي علي كتفي وقال : لي أين ذهبت بتفكيرك؟
فإذا بي أجد نفسي جالس علي كرسي بالمقربة من رصيف ممر السيارات.......
وتلك الأمواج ما هي إلا تناثراً للغبار اثر حركة إتارات السيارات ............
وبالجانب المقابل حداداً يسول ويجول علي الحديد بمطرقته أوهمني الخيال بأنهم فرقة موسيقية تعزف ألحان شذية........
حينها أدركت بأن هناك شتآن بين ما نعيشه وما نتخيله.........
وعلي الرغم من معرفتي، ولكن تمنيت أن يغشاني ذلك الركب من الخيال كل يوم لينسيني واقعي المرير.
Post A Comment: