الأديب المغربي / إدريس سراج يكتب قصيدة تحت عنوان "أسميك الوداع"
أسميك النهايات ,
أنت بداية البدايات الخائبة .
أسميك الوداع ,
أنت لقائي الأول
بالضياع الأكيد .
أسميك التيه ,
أنت حقيقة المآسي .
أسميك الشمس ,
أنت من أحرق جناحي ,
فما عدت أقوى على التحليق
في سماء العشق .
السماء قريبة ,
و الأرض بعيدة في أحلامي .
أسميك النشيد ,
أنت كورال جنائزي
في مسمعي .
أسميك الطريق ,
أنت نهاية المسار
خراب الديار ,
و انهيارالقرار .
بداية الفرار عن الفرح ,
و معاقرة الدمار .
شق في صخرة الوجود .
نكرة في صلصال الله .
سفر في جحيم دانتي .
بركان هيسبيروس .
بلزاك المخنث
في فكرة رودان .
أذن فان كوخ المقطوعة .
كلرمل درويش المحروق .
كوابيس الحجاج الثقفي القاتلة .
أنثى ليس بأنثى
إلا بالتضاريس المنهارة .
أنثى إلا بما تخلت عنه الأنثى .
ملاك النفاق ,
طير الشقاق .
شمس المعارف القاتلة .
معذبتي الجميلة ,
نسيت هواك ,
و لم أنس سعيرك .
أحرقت أخضري ,
و انتشيت بالرماد .
لي ما ليس لك
و لو أبيت .
لك ما لك .
و لي ما لن يكون لك .
اتفقنا
حسنا لن نتفق .
لك ما مزقتيه مني
ذات عشق .
لك ما ضاع مني
ذات حياة .
لك ما نهشت مني
ذات غضاضة .
نمر بنفس السرداب ,
كل على جرحه ينساب .
نمضي بنفس الطريق ,
لكل أحلامه ,
لكل أحزانه ,
لكل مصيره .
كنت عبدا لمشاعري
في ما مضى .
و الآن أنشد الحرية .
الخراب سيد هذا العدم
و الحلم ثقب صغير
في إبرة الكون .
Post A Comment: