(  قراءة في ديوان -كاد المعلم أن يكون سولا )

للشاعرة / نَدَىَ الرِّفَاعي | إعداد /هشام شوقي (مصر ) 


(  قراءة في ديوان -كاد المعلم أن يكون سولا )  للشاعرة / نَدَىَ الرِّفَاعي | إعداد /هشام شوقي (مصر )



   - نَدَىَ الرِّفَاعِي   شاعرةٌ لا يملُّ  قارئُ شعرها ، من الإبحارِ معهما، في عوالمها الشعرية، تأخذهُ متعةُ القراءةِ إلي آفاقٍ رحبةٍ ، في خفاياالنفس، وعواطفها وفي تكوينات المجتمعِ ، بعاداتهِ وتقاليدهِ ومُثُلِهِ وتطلعاتِهِ ، وفي قلب الوطنِ في انكساراتِهِ، وانتصاراتِهِ ، و في تراثِ الأمةِ وقِيَمِهِ ، ومعطياتِهِ ، وفي الحلمِ العربيِّ القوميِّ وما تمرُّ بهِ العروبةُ، والإسلامُ، من سيرةٍ ومسيرةٍ حافلة بالعطاءِ والتطلعاتِ وما مرَّتْ بهِ، منذُ بعثة النبيِّ محمد عليهِ وآلهِ الصَّلاة والسَّلام حتى الآن ، كما أنَّها الشاعرةُ العربيةُ الوحيدةُ التى وثَّقتْ سيرةَ النبيِّ محمد وآلِ بيتِهِ الكرامِ شعراً  .  

-  ندى الرفاعي  شاعرةُ الأُمَّةِ العربيةِ والإسلاميةِ ، شاعرةُ القضايا الكُبرىَ ،و تحققتْ لها هذه المكانةُ الرفيعةُ والساميةُ في الشِّعر ، لأنها تسيرُ على المنهجِ الأدبي العالمي، والعربي والمعروف عند الأدباءِ والنقاد بمدرسةِ (الفن للحياة ) وهي مدرسة أدبية وشعرية وفنية، في المسرح والقصة والرواية ، و تُسمَّى مدرسة المحافظين ،أوالمدرسة الكلاسيكية في الفنِّ ، والشعر ، وهي أقوي المدارس الأدبية، والفنية وأكثرها تأثيراً وجماهيرية، لأنها مرتبطةٌ ارتباطاً وثيقاً بالمجتمعِ ، وقضاياهُ لإرثاءِ القِيَمِ والأخلاقِ والحقِّ والعدلِ والجمالِ في الوطن .

- مدرسةُ الفنِّ للحياةِ، في الشعرِ والروايةِ والمسرحِ، والفنِّ التشكيليِّ والسينما، هي مدرسةٌ، تخاطبُ العقلَ والمجتمعَ، وتهدفُ إلي تحقيقِ الحقِّ والعدلِ والجمالِ في الإبداعِ،  إنَّها المدرسةُ المؤثرةُ في الفردِ والمجتمعِ ، الناهضةُبالإنسانِ ، المعبرةُ عنهُ و الهادفةُ إلي تحقيقِ العالمِ المثاليِّ لهُ، ومِنْ روادِها في الشِّعرِ العربيِّ أمير الشعراء / أحمد شوقي ، وشاعر النيل/ حافظ إبراهيم /ومحمد مهدي الجواهري، وغيرهم، وفي الروايةِ / نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وغيرهم وشاعرتنا المبدعة الدكتورة / نَدَىَ الرِّفَاعِي تنتمي   إلى هذهِ المدرسةِإبداعاً، و تهتمُ بمخاطبةِ العقلِ وتوجيهِ الفردِ والمجتمعِ إلي القِيَمِ المثاليةِ الفاضلةِ، مع دِقَّةِ التعبيرِ ، في وصفِ المشهدِ الواقعيِّ والمجتمعيِّ ، بهدفِ أخذِ العبرةِ والعظةِ ، سعياً إلى العالمِ المثاليِّ ، ولذلك هي مدرسةٌ تهتمُ بالماهيّةِ الشّعريةِ ،و هي القيمةُ الشعريةُ، والأَثَرُ الفنيُّ الذي تطرحُهُ النصوصُ الشعريةُ، أو الفنيةالمختلفةُ للعبورِ ، بالفردِ،والمجتمعِ والوطنِ و من فجواتِ العَثَراتِ إلى قممِ المجدِ والرفعةِ،والسمو والكمال؛ ومن ثَّمَ أصبحَ دورُ المُبدعِ دوراً فاعلاً في بناءِ الفردِ والمجتمعِ، والوطنِ، وأصبحَ الشعرُ والإبداعُ يهدفانِ إلى توجيهِ وإرشادِ الأفرادِ، والمجتمعاتِ، مع التعبير عن أحوالهم ، أصبحَ دورُ الشاعرِ مُعلِّماً ومُرشِداً، ومُوَجِّهَاً للمجتمعِ ؛ مِنْ هنا تكونُ أهميةُ وماهيةُ شعر الدكتورة / نَدَىَ الرِّفَاعِي ،  مدرسةِ الشِّعرِ للحياةِ المعاصرةِ و الشعرُ للحياةِ،  وماهيَّةُ الشِّعرِ رائعةٌ ومثاليةٌ لرفعِ رايةِ الحقِّ والعدل.

 وتعد مدرسةُ الفنِّ للحياةِ، هي الأقوى تأثيراً وفائدةً وإلتصاقاً بالفردِ والمجتمعِ، والوطن وصورة حية لهم .   و استخدمت الشاعرةالتضمين من قصيدة أحمد شوقي " قُم للمعلم "  .

    قُــمْ   للمـعلمِ   وَفِّهِ    التبجيلاَ   كادَ  المعلمَ أَنْ يكونَ  رسولاً.

 وفي عنوان هذا الديوان إعلان من الشاعرة أنها تنتمي لهذه المدرسة مدرسة الشعر للحياة وأنها في قائمة الكبار من  الشعراء الرواد    - في رحاب العلم " ويشتمل هذا الباب على القصائدِ الآتية :

[  قم للمعلم / كاد المعلم أن يكون رسولاً / طلب العلم فريضة / الكتاب / كتاب الله / أحرف النور / لغتي الساحرة / اللغة العربية / يراعي / تهنئة بالنجاح ] .

    في هذا الباب  تمتدحُ الشاعرةُ دورَ المعلمِ، وتثني عليه بوصفه المؤسس والمعلم، والمرشد للأجيال المتعاقبة، وتحضُّ على طلب العلم ، فطلب العلم فريضة، وتتحدث عن كتاب الله " القرآن " وعظمته، وعن لغتنا العربية الجميلة وعن ابداع أداة الكتابة التي أقسم الله بها في قوله تعالي " ن والقلم وما يسطرون، و " تُبْرزُ الشاعرةُ دورَ وأخلاقهِ في ميدان التعليم ،   في قصيدةُ " قم للمعلم " نجدُ صفات [ وارث الأنبياء ـ غارس البذور ـ راعي النفوس ـ لا تبتغي لك جاهاً ـ كم قد بذلت جهوداً ـ كم قد أضأت سراجاً ـ كم قد صبرت احتساباً ]

    وتُبْرزُ الشاعرةُ أيضاً، أثرَهُ في الأجيال وتباركُ عمله بالدعاء له، [ جيل أتي بعد جيل_ يصغي لكم برجاء _ هذي ثمارك تجنى حازت كثير ثناء _ بوركت في كل عون _نلتم دعاء البرايا_ والحوت من تحت ماء ]

 - وفي التشكيلِ الشعريِّ للنصِّ السابقِ اعتمدتْ الشاعرةُ على إظهارِ جهودِ المعلمِ، وبيانِ ثمارِ عملهِ، والدعاء لهُ، جزاء على عملهِ الإنسانيِّ، وعطائهِ الكبير .

 -  وفي قصيدةِ " كادَ المعلمُ أنْ يكونَ رسولاً " تستخدمُ الشاعرةُ ظاهرةَ التكرار البلاغي، للفعل الماضي؟ كمحور ارتكاز لتوكيدِ الفكرةِ وثباتها في ذهن المتلقي، وللعرض والتفصيل للمعاني  [ شهدت له الألواحُ / شهدت لهُ الأوراقُ / شهدت لهُ الأسفارُ ]  . 

   وتستخدمُ " كم " المتكررة التي تدلُّ على الكثرة فهي (كَمْ) الخبرية وليست (كَمْ) الإستفهامية، [ كَمْ من عقولٍ ـ كَمْ من نفوسٍ] لبيانِ أثر المعلم في تعليم  أجيال متعددة متعاقبة كثيرة .

  وتعود الشاعرةُ لظاهرةِ التكرار البلاغي، للفعلِ الماضي " سلمت " خمس مرات للتوكيد والإيضاح ولإفادةِ معني المدح ـ والثناء والدعاء للمعلم؛ [ سلمت عيون طالما سهرت ـ سلمتْ حروفٌ طالما نطقتْ ـ سلمتْ يمينٌ طالما رفعتْ ـ سلمتْ شخوصٌ روحها بذلتْ ـ سلمتْ جهودٌ الرِّي و البِرِّ ] ؛وتختم الشاعرةُ القصيدةَ، بأنْ الأوصافَ الشعريةَ  لنْ تنصفَ المعلمَ، ولنْ تعطيهُ مقابلَ عملهِ العظيم؛ " لنْ تنصفَ الكلماتُ ما وسعتْ_ بُوركتَ في الدنيا وفي الحشر ".






Share To: