الكاتبة السودانية / زلفى يعقوب تكتب نصًا تحت عنوان "بعض من عُتمة"


الكاتبة السودانية / زلفى يعقوب تكتب نصًا تحت عنوان "بعض من عُتمة"

 


"و المريبُ في مُجملِ الأمرِ يا رفيق،،،أن يسعى المرء جاهداً لنشر النور في كل الارجاءِ المظلمة...

حتى إذا نفد ما في يديه، و ما يزال من الارجاءِ ما لم يرى النورَ بعد..!!

فصار إنفاقاً، نعم!!!

يُنفقُ ما بداخله من النور، إنفاقاً يسلبه أعظم ما لديه...

_قد رأيتُ عينيه يا رفيق.. و قد كان بريقها يبهُت فأحاطها المُجرم بحُلّة سوداء بغية التستر...

تستر على العين و نسي الجسد...الذي غزته سِقام المشيب فاختبئت ما بين قِمم الطفولة و وديان النضج...

_أدركتُ حينها أن الشر لا ينطوي داخل الظلامِ وحده.!!

فقد رأيتُه في غِمار النور... إن عُمق إدراكك يا رفيق قد يؤذيك أحياناً... و قد يؤذي كثيراً...فلا بأس بأن تجهل قليلً من الأشياء و أن تتجاهل الكثير...

_أدركتُ أن السقمَ لا عِلةَ له سوى كسرة النفس، فها هي الحية تغرز أنيابها لتفسح للسُمِ مساره بعد أن عُلم.. و ها هي الكلمة شاءَ جبروتها أن تدخل من حيث لا ندري.!! و شاءَ طُغيانها أن نستشعرَ الألمَ بعد الدخول.

فالحية ترحمك بالموت..

و رُب كلمة أو إتكاءةِ في غير موضعها كفيلة بأن تُرديكَ في دوامةِ المنتصف فلا أن تحيا ولا أن تموت.

_أدركتُ يا صاح،،، أن الحياة لا تقتصر على شهيق و زفير ولا على خطواتِ محسوسة.. فشتان ما بين الوجود و الحياة.

_دعني أُطلِعكَ بسر... عسى أن تكون بحالي رفيق..

ترددت في قولهِ أزمانً كثيرة و كذبت على نفسي فنازعتني... و إن نزاع نفسي معي أهلكنا كلانا...

فلقد أصابني العنت من خوضِ المعارك، تضحياتها و حزينِ إنتصاراتها ليس الهزائم.

سئمت من وَعَرِ الطرق و لو أيقنت حتمية الوصول،، ناهيك عن غيبية بعضها.

آتيك ببقايا روح و ليس بروحٍ كاملة... علّك ترممها مثلما فلقات القمر...

و لا أُفصح لك عن نقصي إلا ليقيني أنكَ اكتمالي ،فلا تأخذها كوسيلةٍ للهجوم و تفعل مثلما فعلوا... 

... أعلم بقلبي أن الخير ينتصر دائماً و إن لم نراه... و لكن الشرَ يغلُب أحياناً.. أليس كذلك يا رفيق.. ؟!!!


Share To: