الكاتبة التونسية / رنيم عثمان تكتب نصًا تحت عنوان "الغرفة مظلمة"
الغرفة مظلمة ، الجدران بائسة ، كل شيء في مكانه ، كل شيء على ما يرام و لكن ليس من المعتاد أن نجدها مظلمة إنها دائمة العيش فيها ....دخلت و بحثت و بحثت و أطلت البحث و لكنني لم أجد ما أريد ، لم أجد تلك المرأة التي تجلس دائما على سريرها تنظر من نافذتها إلى ما يحيط بها و لكني لم أهتم ربما ذهبت لأحد من أقاربها ، لا يهم سأنتظرها ....خرجت إلى الشارع و جلست أمام المنزل منذ الصباح أترقب الطرقات و أنظر من حولي و أفتش كل سيارة تمر من أمامي لعلني أجدها ،حل الليل و يجب علي العودة ،دخلت المنزل و اتجهت نحو غرفتها ، إنها مظلمة و بائسة كوطن قلبي تماما..
مر أسبوع ، شهر فسنة، فسنتين و أنا أبحث كما بحثت منذ أول يوم فارقتها ، فقد كنت أترك أمي و ألجأ إليها ، أخذ مكاني جانبها ، أنام على ركبتيها ...
أستيقظ كل صباح و أركض في اتجاه المطبخ لأجدها تحضر لي قطع الخبز الصغيرة التي لم أكن أشتهي غيرها ..
أختبأ ورائها فور إرتكابي خطأ ما ، أزورها ليلا و أجلس بجانبها أشاهد بعض مسلسلاتها المفضلة في تلفازها الصغير ..
أشتهي احتضانها بشدة ، أريدها حتما.. فقد كبرت بجانبها و خطوت خطواتي الأولى أمامها
كنت أنصت إلى أغانيها بلهفة و أتمنى أن ترسخ في ذاكرتي لأغنيها لأحفادي يوما ما ...
أنت من اعتدت عليها ،مفارقتك صعبة و قاسية ، تمنيت وجودك معي في فرحي و حزني ...
تعالي و أنظري لنا كيف أصبحنا من دونك فالعتمة التي في غرفتك لن تزول حتى رجوعك إليها ..
أحبك
Post A Comment: