الأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "وللحنين بقية" 


الأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "وللحنين بقية"


قالت : أحـــــنّ إليكَ , قلتُ : تمهّلي

هذا  الحديث  الآن  فـــوق  تحمُّلي


رحمـاكِ  يكفي ,  لم  أزل  كمتيّــــمٍ

وجمارَ قلبي  في  الهوى لا تشــعلي


لا  تنكئي  جرحي , فلســـتُ  بغافلٍ

أنســاكِ  كيف ؟ وقد  رميتِ  بمقتلِ


كنتِ  الرؤى  , كنتِ  الربيعَ  بعالمي

ووروده  تهمي   بعطـــــرٍ  أجمـــــلِ


عيناكِ  مذ  خطرتْ غرقتُ  ببحـرها

وبغير خمركِ  في الهوى  لم  أثمـــلِ


غار  القصيد , وقد  نذرتُ  حروفــه

إلّا  بحســـــنكِ  لا  يكون  تغــــزُّلي


عفتُ  النساء , وكنتِ  أنتِ حبيبتي

وبقيتِ  في  روحي ,  ولم  تتبـدّلي


هذا  الحنين  وكم  أقاســي  مثله ؟

أو  كم  رماني   سهمه  ؟  لا  تسألي


يأتي  إليّ  بكلّ  ليــــــلٍ  شــــــاهراً

ذكرى  مضت  ,  فأعود  مثل  الأوّلِ


وملاحمٌ  للشــوق  تصهل  في دمي

وأخاف  لولا  بحتُ  أن  تتــــــدلّلي


أحتـــاج  وجهكِ  كي  أرمّم  داخلي

أحتاج  صوتكِ  كي  أعود  كبلبــــلِ


تبكي  القصـــيدة  حين  تعلم  أنني

لســــواكِ  أكتبهـــا  بحرفٍ  مُخملي


وتمرّدت  هذي  الحـــروف  ,  فكلّها

تأتي  بطعـــــم  مـــــرارةٍ  كالحنظلِ


فإذا كتبتُ ( نسيتُ عهدكِ , والهوى)

ضحكتْ, وحوّلتِ العبارة (أنتِ  لي)


ماذا  أقـــول ؟  وكلّ  شيءٍ  داخلي

يهفو  إليكِ  مردّداً : لا  تـــــــــرحلي


يا  من  جعلتكِ في القصيدة  قِبلتي

وبقيتِ  مثــل  ســــحابةٍ  لم  تهطلِ


عودي  إليّ  ,  فإنّ  قلبي  قاحــــــلٌ

لا  ماء  بعدكِ  كي  يعانق   جـدولي


يا  أوّل  امـــــــــرأةٍ  تزلزل  خافقي

يا  آخــــــــر  امـرأةٍ  تحطّم  معقِلي







Share To: