الكاتب والأديب السوداني : أحمد سليمان أبكر يكتب مقالًا تحت عنوان "السّلام اسم من أسماء الله الحسنى" 


الكاتب والأديب السوداني : أحمد سليمان أبكر يكتب مقالًا تحت عنوان "السّلام اسم من أسماء الله الحسنى"


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله..وبعد إن الله سبحانه وتعالى يعلم ما تحمل الأسماء من حقائق وآثار ، ومن جمال ونور فاختار سبحانه وتعالى  وله الاختيار كله ـ من الأسماء ما يزين ربوبيته المتعالية سبحانه، وما يجلّها عما يلحق المخلوقات من صفات وسمات تدل على فقرها ونقصها ؛ ذلك بأن الله هو الغني الكبير المتعال،المحب للجمال. 

ومن حبه للجمال سبحانه اختار لنفسه أجمل الأسماء،وكل أسمائه جميلة،وأجلّها،وكلها جليلة،وأنوارها،وكلها نيّرة: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)(1) ؛ والسلام من أسمائه الحسنى سبحانه وكيف لا وهو السلام كله سبحانه،كما أنه الجمال كله سبحانه والكمالات كلها له سبحانه، والسلام نور وجمال ؛ ومن ثم كان له تعالى جمال الصنع (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِين) (2) ، وما من شيء في الوجود إلا وهو من جمال السلام ونوره ، ونفحة من نفحاته. 

السلام لغة معناه:الصحة والعافية،فالسلامة: أن يسلم الإنسان من العاهة والأذى،قال أهل العلم: الله جل ثناؤه هو السلام ، لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء،فالسلام هو الله  جل ثناؤه،ومن السلام  الإسلام وهو الانقياد؛لأنه يسلم به المؤمن من الإباء والامتناع،ومنه السلم وهو الصلح،وقد يؤنث ويذكر،قال الله تعالى:(وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ) (3)وقال بعض العلماء أن معناه اسم الله؛أي كلاءة الله عليك وحفظه كما يقال الله معك ومصاحبك وقيل معناه إن الله مطلع عليك فيما تفعل وقيل معناه إن اسم الله يذكر على الأعمال توقعا لاجتماع معاني الخيرات فيها وانتفاء عوارض الفساد عنها وقالوا معناه:السلامة كما في قوله تعالى:(فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ)(4)؛ فكأن المسلم أعلم من سلّم عليه أنه سالم منه وأن لا خوف عليه منه. 

السّلام اسم من أسماء الله الحسنى:

لقد ورد في القرآن الكريم أن السّلام اسم من أسماء الله الحسنى   ومعنى السلام السالم من النقائص وقيل المسلّم لعباده وقيل المسلّم على أوليائه سبحانه و تعالى. 

وفي الحديث: عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ السَّلَامُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَضَعَهُ اللَّهُ فِي الْأَرْضِ، فأفشوا السلام بينكم". عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:كَانُوا يُصَلُّونَ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم، فقال الْقَائِلُ:السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قَالَ:" مَنِ الْقَائِلُ: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ؟ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ  أيها النبي ورحمة اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ". قَالَ: وَقَدْ كَانُوا يَتَعَلَّمُونَهَا كَمَا يَتَعَلَّمُ أحدكم السورة من القرآن.(5)  

ختامًا:إن السلام اسم الله الجليل جل جلاله..و نعمة أرادها لعباده المؤمنين أن يفشوها بينهم ولقد ورد في الحديث: عَنْ عَائِشَةَ أم المؤمنين رضي الله عنها، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا حَسَدَكُمُ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدُوكُمْ عَلَى السَّلَامِ وَالتَّأْمِينِ".(6) ولقد نهيّنا عن التخاصم ناهيك عن الاقتتال ففي الحديث: عنْ أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، فَيَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا؛ وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ".(7) 

نوصي أنفسنا وجميع المؤمنين أن نفشي السلام بيننا كما أمرنا سيدنا ونبيّا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.والحمد لله رب العالمين.

المراجع:

(1) الآية 23 من سورة الحشر.

(2) الآية 7  من سورة السجدة.

(3) الآية 61 من سورة الأنفال.

(4) الآية 91 من سورة الواقعة. 

(5)و(6) الألباني _صحيح الأدب المفرد ج1 ص381 , كما ورد هذا الحديث في صحيح البخاري ج8 _ص51.

(7) المرجع السابق ص378.

***





Share To: