الكاتب اللبناني / امجد سليم يكتب مقالًا تحت عنوان "كُن انساناً"
منذ متى ونحن ننتظر نهاية العالم ؟ نبحث عنها في كتب الدين والتاريخ ، نكررها ونكررها ونعيد صياغة مستقبلنا حسب ماضينا وننتظر نتيجة جديدة !
نقيّم الخطأ حسب نظرتنا لما هو خاطئ ونبرر لنفسنا كل ما اخطئنا وخطينا من جديد ، نبتعد عن نفسنا ونفصل ارواحنا عن عقولنا ونتصرف بالغريزة الحيوانية في نفس الانسان ونقول انها طباعنا ومَن غير طبعه .. جَف حبرهِ وبات من دون لون ،
كل شيئ حلال ان اردناه هكذا ، حسب الفكرة والفلسفة التي نكذب بها على ضميرنا ، المصلحة تغلب كل شيئ والمعتقد تحول الى وسيلة لحصولنا على ما نريد وهي ليست حرباً كونية على الطوائف والأديان انما هي حرباً اهلية في قلب وعقل كل شخص منا ، تقاتل الروح كي تبقى الانسانية ويدافع عن نفسه العقل بالمنطق والواقع ، الضمير ينازع الموت والحياة ، والقلب مكسور كالعادة يبحث عن اجوبة ترضيه غافلاً عن فحوى الأسئلة ..
نحلل ونحرم ما نريد وفقاً لأيامنا .. على كل شخص النجاة ومع كل ما اصبح يريده العالم منا والصورة المثالية التي يجب ان نرسمها جعلت من النجاة في الحياة مهمة صعبة لذلك غَش الجميع في امتحان الحياة
رجل الدين غش الحاشية .. فهو لا يعلم ما تعنيه الآية ففسرها كما أراد
الحكيم غش مرضاه .. فهو يعلم إن انتهى العلاج سريعاً سوف يخسر زبون
التاجر ايضاً كان يعلم انه يستطيع بيعها بنصف الثمن لكنه لم يفعل بل اخذ منك ما تبقى معك وكان يعلم .. ما تبقى معك !
العامل يغش .. كان يعمل وحيداً من دون ضميره
الزوج يغش ..بعد قسم يمين على اعالتها واحترامها جعل منها جارية في منزله
الزوجة ايضاً .. لم تكتفي في البداية ولكنها اكملت بتعدد الاشخاص في حياتها
الأبن يغش .. اخلاقه في ميراث ابيه و ولائه يحصى بعدد الأوراق النقدية
الرفاق والأقارب الاكثر غشاً .. كل شيئ متاح طالما الحياة على ما يرام في مجتمعهم الضيق وحياتهم الشخصية ..
والشباب والشابات ، أولئك الذين يخوضون حرباً اهلية داخلية وهم على خطوط التماس الاولى مع مستقبلهم وحياتهم وطريقهم ... انهم الاكثر غشاً
رؤيتنا الواضحة تجعل تقارب الامور اسهل ، ماذا اخذنا من الدين والكتب السماوية غير فتاوى حسب الحاجة وحسب الموقف ، القرأن الكريم والإنجيل المقدس يقولون امراً واحداً "كُن انساناً" حينها فقط يكتمل دينك .. ليس بالزواج والتزاوج ، ليس بتكفير والقتل ، ليس بالتحليل والتحريم .. ليس بالقوانين وطبعاً ليس بالخرافات .. فقط بكونك انساناً مكتملاً لا تجد نفسك افضل من اي انسان آخر بل تزيده ذكاءً ومعرفة وتقدم ، مصلحة الجميع هي مصلحتك الشخصية.
ان تكن انساناً هو الدين الوحيد الذي يريدك الرب ان تنشره ولا يريدك عبداً لأحد بل عملك ان تكون عبداً له وتقوم بعمل واحد لا غيره .. ان تكون انساناً.
Post A Comment: