الأديب المغربي / عبد الرحيم أبطي يكتب قصيدة تحت عنوان "تَعْوِي ..بِأَسْلَافِهَا العَابِرِينَ"
* * *
مِنْ صَمْتِنَا
يُورِقُ شَجَرُ اللَّيْلِ ،
عَلَى مَهْلٍ
يَشْرَبُ قَهْوَتَهُ المُرَّةَ ،
يُثَرْثِرُ ،
يُدَخِّنُ ..
لَمَّا تَكَشَّفُ دُونَهُ سُتُرُ الظَّلَامْ .
مِنْ بِلَّوْرِ دَمْعَتِنَا
تَرِفُّ
عَيْنُ النَّهارِ الوَضِيئَةُ ..
لَيْسَ صُدْفَةً
لَمَّا تَنْكَسِرُ الشُّمُوسُ بِهَا
أَوْ تَجْهَضُ
الحَدْقَاتُ الكَلِيلَةُ أَنْوارُهَا ،
لَمَّا يَجِفُ
مِنْ تَعَبٍ بَحْرُ هَذَا الغَمَامْ .
نَحْنُ اليَتَامَى
هَهُنَا ..
مِنْ أَبَدٍ
نَعُدُّ عَلَى الأَصَابِعِ أَسْمَاءَ الرَّاحِلِينَ
نُلَوِّحُ
بِالمَنَادِيلِ فِي وَجْهِ كُلِّ رِيحٍ ،
تَسْكُنُنَا اللُّغَاتُ ..
تَعْوِي
بِأَسْلَافِهَا العَابِرِينَ .
هَهُنَا ..
تُسْكِرُنَا الجِرَاحُ
لَمَّا يَجِنُّ الهَزِيعُ الأَخِيرُ بِلَيْلِهِ
يَطْرُدُنَا لِتُخُومِ عَتْمَاتِهِ ..
لَا الصَّمْتُ
يُسْعِفُنَا وَقْتَذَاكَ لِسَانُهُ
أَوْ يَنْطِقُ مِنَّا
بِأَسْرَارِهِ المَوْؤُودَةِ طَيَّ هَذَا الكَلَامْ .. ! .
Post A Comment: