الشاعر اليمني / أحمد محمدالحسني يكتب قصيدة تحت عنوان "مخجلة الفنار"
لمـاذا الحبُّ يَعجبُ من فـِراري
..............وقد خَبَّــأتُ في ليــــــلٍ نهاري
وخَضَّبتُ الضلوعَ ببعضِ دمعي
..............لعل الآهَ تَشفــــعُ لي احْتضَاري
لمـــــــاذا بَعدَمــا أَقْفلتُ بـَــابي
..............أَتَى كَالسَّيلِ يَهـزأُ من حِصَـاري
لماذا جـَـــــاءَ ذاكَ الحبُّ نَحْوي
..............يُراودُني كطفــلٍ عن قَـــــرَاري
أَمـَـــا جَــرَّبْتـــهُ وكفـــــــاهُ أنَّي
..............جَعلتُ القلبَ يَنـفرُ من وَقـَـاري
وأَشعلتُ السَّمـــــــاءَ بألفِ نجمٍ
..............حُــروفٌ ساطعــاتٌ في مَدَاري
زَرعتُ مَقابـــــرَ العَـــــادَات فُلًّا
..............وأَغرقتُ القَبــائــلَ في بِحَـاري
فَلا وردٌ تـَــوَارَى خَلفَ شَــــوكٍ
..............ولا قَمــــرٌ تَلثَّـــــم بالخِمَــــــارِ
جميـــــعُ العاشقــاتِ عَرفنَ أني
..............نَقشتُ جَمَـــــــالهُنَّ على إِزَاري
فأَخـرجْنَ اللآلئَ مِن مَحَـــــــارٍ
..............تَكسَّتْ بالحديدِ وبالغُبـَـــــــــارِ
عليها ألف قَـــانـــونٍ وعُــــرفٍ
..............يُقيَّدهُـــــــا بلا كُفــرٍ وعـَـــــارِ
لَمَسْنَ الحبَّ سِرَّا حيـــنَ أَسْرى
..............بقلبي نَحــــوَ مُخْجِلةَ الفَنــــارِ
وقبَّلنَ الهـــواءَ وســـالَ عِطــرًا
..............فَأنْبتــنَ البنفسجَ في قِفــــاري
رَشفتُ رَوائعي وسَقيتُ ثَغـــرًا
..............بهِ ظَمـَــــــأٌ تُبجِّلهُ الصَّحَــــاري
وبين قصـائدي أَشبعتُ حبَّـــــًا
..............يَقــــودُ العاشقيــنَ إلى جِوَاري
إلى أن صـار يَفخــرُ بي ويسمو
..............ولم يَفخـــرْ بقيــــسٍ أو نِـــزَارِ
ومن أحببتــــها أَضحتْ كشمسٍ
..............لهـــا يَرْنـو الجميــــعُ بلا حَذَارِ
يـَـــرَونَ جمالهـــا بعيــونِ قلبي
..............وتَلْمسُهــــا بأيِديـــهم يَسَــاري
فأَغْرَاهـــــــــا الغني بمـــا لديهِ
..............وليــسَ بقصرهِ ستَكِيـــلُ دَاري
فقالت أيُّـــــها المفتــــونُ مهلًّا
..............مَسَـــارُكَ لا يـُوافقـهُ مَسـَـــاري
هُنـا يــا شَاعِري سَأقــولُ شُكرًا
..............أَخذتُ الآن مِن عِينيكَ ثَــــاري
ولــمْ أَعلـــمْ عَلامَ ولستُ أدري
..............لماذا الذئبُ يَثـْـــأرُ مِن كَنَــاري
عَلَقْتُ بقولهـِــــا وبَكيتُ دَهْــرًا
..............ومَــازالَ الســؤال يَشبُّ نـَـاري
وجَئتَ الآن يا حبَّــــًا تُنَـــــادي
..............كأنَّكَ لــــــمْ تَكن أنت انكِسَاري
رَجَــوتكَ بالإلهِ تَــرومُ غَيـِـــري
..............أَنـا يـــــا حبُّ قد جَفَّتْ ثِمَاري
Post A Comment: