الكاتبة الصحافية المصرية / خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان ( تحريم الإجهاض )
بجانب العديد من مظاهر الجهل التي ما زالت منتشرة في مجتمعنا حتى اللحظة الراهنة نستشعر ذلك المفهوم الرجعي الذي سيطر على أغلب الأسر وخاصة الفقيرة منها وهو إجهاض الأبناء خشية أنْ يأتوا بهم إلى الحياة ولا يتمكنون من الإنفاق عليهم أو تلبية متطلباتهم ولكن في هذا قلة إيمان وغياب حُسن الظن بالله وبأنه سيرزقهم برزق هؤلاء الصغار كما وعدهم من خلال آيات كتابه الكريم في قوله تعالى : ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ، فقتل الروح أمر مُحرَّم فما بالك إنْ كنت تقتل أبناءك مِمَّن يتمناهم الآخرون ويسعون للحصول عليهم بكل الوسائل المُتاحة أمامهم ، فالله هو مَنْ يخلق ويميت وإنْ كَتب عليكم الإنجاب فهو الوهاب القادر على منحكم الرزق من أيما مكان وبأي وسيلة كانت ، فلا عليكم القلق بشأن الغد أو مستقبل هؤلاء الأطفال الذي لا يعلم ملامحه سوى الله فأموركم جميعها بيده وحده ، فكل ما عليكم هو إجادة تربيتهم وعدم اللجوء لأي طرق غير مشروعة لإطعامهم أو مَدهم بالكساء أو بأي مُقوِّم من مقومات الحياة ، فالله سوف يحقق لهم ما يتمنون ويريكم فيهم ما تتعجبون فهو الرحيم بعباده ويرزقهم من حيث لا يحتسبون ، فلا تدعوا القلق يساوركم ويتسرب إلى قلوبكم حتى يتمكَّن منكم ويحرمكم من نعم الدنيا المتمثلة في إنجاب الأبناء والتمتع بتلك الحياة التي يدبونها في قلوبكم فور التعرض لأي أزمات أو نكبات بفعل ظروف الحياة المتباينة ، فهم مَنْ يُهوِّنون عليكم مصاعب الحياة ويعينوكم عليها ويكونوا بمثابة السند والعكاز الذي تستندون عليه وقت الكِبر إنْ أحسنتم تربيتهم وزرعتم داخلهم القيم السليمة ، فلا تنكروا فضل تلك النعمة العظيمة التي حباكم الله إياها من غير حول لكم ولا قوة حتى لا تتحول لنقمة تندمون على التبطر عليها والزهد فيها بتلك الطريقة المُزرية ، وهم أيضاً خير المنن والعطايا التي يهبها الله لعباده وعليهم شكره وحمده عليها طوال الوقت وعدم محاولة التخلص منها أو التفكير بذلك مطلقاً حتى وإنْ كانت الأحوال لا تَسُر في الوقت الراهن ، فتوقيت الله مناسب في كل مراحل الحياة فهو لا يهبك أمراً إلا إذا كان متأكداً من قدرتك على تَحمُّله والتكيف مع ظروفه المختلفة التي قد تتطلب منك بعض الصبر والجَلد والتحدي ، فلا تحاول معاكسة التيار الملائم لك حتى لا تشعر بأنك عصيت الله وخالفت أوامره التي كلَّفك بها ، فنحن مناطون بأمور معينة علينا بذل كل جهودنا وتكريس طاقتنا لإخراجها بأفضل صورة ممكنة حتى يرضى الله عنا ويهبنا المصير الذي وعدنا به عقب فناء تلك الحياة ...
Post A Comment: