الكاتبة المصرية / مهندسة. أميرة محمد تكتب خاطرة تحت عنوان "صدى صوت" 


الكاتبة المصرية / مهندسة. أميرة محمد تكتب خاطرة تحت عنوان "صدى صوت"


أجلس الآن على سريري المظلم  مرة أخرى بعد أن إعتقدت أنني تركته و تركت عليه كل أفكاري السوداويه و كل ذكرى تؤلمني و تعكر صفو حياتي .

رجعت مرة أخرى لتجديد المحاولة لخروجي من هذا السجن الغير مرئى ،

السجن الذي أغرقني بظلمته و حزنه و جدرانه التي تضيق عليّ أكثر فأكثر .

حسبت نفسي أنني خرجت من سجني المتنقل معي أينما كنت 

ولكن وللأسف كان خروج أشبه بخروج المساجين من الزنزانة لإعادتهم مرة أخرى وقت الغروب لعل بعض الضوء في حياتهم يهون عليهم حياة الإنتظار.

إنتظار النور  الّذى اعتادوا عليه قديما ولجرمٍ ما حُبسوا في هذه الزنزانة المعتمة ذات النافذة الحديدية العالية فعند النظر إليها تعتقد أنك تغرق في الأسفل ولا يوجد من ينقذك.

فتصرخ وتقاوم حتى يراك أحد و يجذب يدك لبر الأمان ولكن صدى صراخك يعود لك مرة أخرى و يرد عليك أن لا أحد يسمعك ..أنت وحدك..  فلا تصرخ أكثر.. و مُت بهدوء لعل موتك يجعل صوتك مسموع أكثر من صراخك وأنت على قيد الحياة،

ولكن دائما ما يراودنى سؤال في عقلي لا إجابة له، 

ما جرمي الشنيع الذي أُعاقب عليه  الآن!!؟ 

فأنا لستُ سارقة ولا قاتلة بل بالعكس تماما أنا الضحية التي ضحوا بِها لكي يخرجوا هم من ظلماتهم. 

أنا من أثقلوا على قلبي كلاما مذاقه مرا في حلقي إلى الآن لكي يزيحوا الثقل من قلوبهم.

جرمي الحقيقي أنني أحببت نفسي بعد أن ضاعت و فُقدت مني وأنا في طريقي ،

فللمفقود حب يغمرنا و إشتياق كامل له وإحساس بقيمته المنسية في وقت وجوده. 

فأنا من أجرم في حق نفسي و أنا من حكم عليها بالسجن والظلام باقي العمر .

ولكن رغم كل هذا أحب أن أبشرك أنني سأحاول مرة أخرى لعلي أصل في يوم لشط النجاة.

فعندما أعطاني الله يوما جديدا في حياتي فهذا يعني أن الله أعطاني فرصة جديدة للمحاولة.

و لعل كل ذلك في ميزان حسناتي و هذا ما يهون علي وأنا داخل سجن افكاري.




Share To: