الأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "جنون"
ســـــألوني , ولم أجد ما أقــولُ
حبُّها في الحشــا , وليس يزولُ
قد رمتْني بصدّها , دون ذنبٍ
فإلامَ الهجر المميت يطــــولُ ؟
كلّما لاح طيفها في خيــــــالي
يثب القلب , والغرام يصـــــولُ
وكأني لم أعرفِ الحبَّ قبْـــــلاً
أو كأني , كما الغرير , خجـــــــولُ
فضحتني قصائدي , بوح حرفي
كلُّ شِــعرٍ قد قلتُ فيها قليــلُ
خُلِقتْ لا كغـــيرها من نســــاءٍ
ما لصلصالهـــــا النقيِّ مثيـــــلُ
عُجِن الطين بالعطور , بخمـــرٍ
ثم نــــورٍ , كأنها المســــــتحيلُ
أين منها الغيد الحسان حضوراً ؟
وجمــــــــالاً أنــا به مشـــــغولُ
فِتنـــــــــةٌ أثملتْ فـؤادي بحبٍّ
كالأســـاطير , كلّ وصفٍ بخيلُ
لن تروهــــا كما أراهـــــا بقلبي
خفّفوا اللوم , إنّ قلبي عليــــلُ
واتركوني , فإنّ مجنون ليــــلى
ليس بعضي , وكلّ ما بي دليـــــلُ
ها أنا قد أبحت سـفْكَ دمائي
يا لســـعدي إذا بعشـقٍ تســـيلُ
إنه القلب حين يغدو قتيــــــلاً
هل ينادي بأخْذِ ثـــــأرٍ قتيلُ ؟
لم أعدْ شهريارَ يا شـــــهرزادي
ملّني السّـرد , والحديث الطويلُ
وصيــــاحٌ للدّيك ما عاد يُنهي
قصّتي , أو يهمّني التــــــــأويلُ
بعد أنْ غبتِ كلّ شــيءٍ تهاوى
ضاع رشــدي , وتاه مني الســبيلُ
لا ســـحابٌ يمرّ عبْر ســــمائي
وطيوري قد نال منها الرّحيـلُ
فإذا مِتُّ لا تبـــــوحي بدمــــعٍ
شــــرفٌ في هواكِ موتٌ جليلُ
Post A Comment: