الشاعر والأديب اليمني / عبدالله عثمان البراق يكتب نصًا سرديًا تحت عنوان "الجو غائم هذه الليلة"
الجو غائم هذه الليلة، ولا أثر للرياح، وكلما نظرت في السماء، يعود نظري خائباً، أتعثر في قراءة الابراج، وتحديد المنزلة..
شيئا ما يحدث داخل المجرة! أو كما قالت جدتي ذات مرة أن: " الجن يضاربوا "
تريثي قليلا! ريثما تنقشع السحب، وتتضح الرؤية..
أخرج قلمه، و راح يرسم مربعا كبيرا قسمه إلى ثمان مربعات صغيرة، ملأها بالارقام، وحين انتهى من جمعها ومطابقة جملها رأسيا وأفقيا، كما يفعل المنجمون، يلتفت إليها، ويقول بابتسامة مبشرة:
إبشري سيدتي! الآن أستطيع أن أقول: مبارك فيك، ومبارك لكِ :
- إسمكِ من اليوم (زنوبيا)، إسم سيكون له شأن كببر؛ ظاهر على الاسماء، و مهيمن عليها،
- برجك هو برج الجدي، وصفاتك ملكية:
ذكية،قوية، لطيفة، ظريفة، وطعم أحلى من العسل..
في غضون سنوات قليلة، ستنجبين خمسة من (حمران العيون)
سيتوزعون على هذه الضيعة، والضيعات المنتشرة على طول البلاد، كجنود أقويا ورجال أذكياء، وقادة أوفياء، يهابهم القريب والبعيد، ويناصرهم كل ذي بأس شديد..
إبشري! فالنصر قادم قادم، ستخرج الجماهير اللغفيرة في موكب مهيب، تهتف باسمك، وترفعك إلى كرسي العرش؛ ملكة متوجة على هذه البلاد
ستعيشين، وتحكمين ألف عام
بس ( إيدك على جيبك؛ طلعي حق البشارة )، يقولها على سبيل الظرافة، كي يحظى بكرمها على نبوأته..
يحدق في عينيها برهة ثم يقول:
سيدتي! كان حدسي في محله وأنت تدخلين علي هنيئا لك هذا الشرف، يمكنك مزاولة مهامك من الآن!
في الاثناء؛ صوت قادم يتردد في البهو صداه، وعفريت يتشكل على هيئة رجل ضخم وقوي،
(شبيكِ لبيكِ عبدكِ بين يديكِ)، مُريني أيتها الملكة.
الملكة: قلبي يوجعني من الخونة والسرق هاتهم كلهم طعاما شهيا، ومكافأة سخية للوحوش، الآن..
Post A Comment: