الشاعر والأديب المغربي / عبد الرحيم أبطي يكتب قصيدة تحت عنوان "الخُطْوَاتُ .. الخُطْوَاتُ .."


الشاعر والأديب المغربي / عبد الرحيم أبطي يكتب قصيدة تحت عنوان "الخُطْوَاتُ .. الخُطْوَاتُ .."



               إلى المصطفى صباني حكيماً في " محوه " .

              و لكلِّ صديقاتي و أصدقائي بامتداد هذا الأزرق .  


             *     *     *


الْخُطْوَاتُ .. هِيَ الْخُطْوَاتُ ..

بِجُنُونِهَا الرَّاقِصِ 

تُسْلِمُ الرُّوحَ ، آخِرَ الْمَسَافَةِ ، لِلْبَيَاضِ ..

مِنْكَ 

هَذَا الْمَحْوُ ،

وَ إلَيْهِ تَؤُوبُ الْخُطْوَاتُ 

كُلَّمَا شَاغَبَتْكَ رُؤَاكَ ، فِي مِضْمَارِهَا ، وَ الْكَلِمَاتُ .

- أَيُّهَذَا الطِّفْلُ الكَبِيرُ -

هُوَ العُمْرُ

سَاعَاتٌ يَنُوءُ بِهَا الرَّمْلُ ، 

وَ السَّمَاوَاتُ  

دُونَ جَناحِكَ أَنْجُمٌ دَارَتْ فِي أَفْلَاكِها سَابِحَاتٍ ..

تَسَّاقَطُ 

غَيْمَاتٍ مَحْمُومَاتٍ

وَ عَناقِيدَ شَرَارٍ 

بِحُروفٍ

تَنَاثَرَ رَمَادَهَا النَّايُ ، وَ الزَّفَرَاتُ .

حُبْلَى ، كَانَتْ وَاعِدَةً

تَهْمِسُ ، فِي البَدْءِ ، صِفَاتُهَا وَ الْأَسْمَاءُ 

وَ كَانَ المَحْوُ ..

رَدِيفَ الْأَصْدَاءِ ، بُعَيْدَ الصَّرَخَاتِ 

أَوَّلَ الْبِدَايَاتِ / سَيِّدَ النِّهَايَاتُ

لِلْعُمْرِ

كَانَ الزَّادُ خَسَارَاتٍ ..

تَتَلَمَّظُهَا الرُّوحُ آنَاءَ رِحْلَتِهَا

وَ كَانَتْ عُكَّازَتُهَا بَعْضَ عَمَى السَّالِكِ

لِلْأَمْدَاءِ المَقْرُورَةِ ، كُنْتَ تَرْسُمُهَا ، فَاكِهَةً لِلْأَوْقَاتِ .

- أَيُّهَذَا الطِّفْلُ الكَبِيرُ -

الْخُطْوَاتُ تَرْنَحُ ،

الْخُطْوَاتُ فِيكَ تَشْطَحُ ..

فِي أُفْقِ الْعَيْنِ

قِطَارٌ يَجْرِي قَدْ تُدْرِكُهُ الْخُطْوَاتُ

أَوْ لَا تُدْرِكُهُ ..

وَ رَصِيفٌ 

لِدُمُوعٍ يُكَفْكِفُهَا الصَّمْتُ ،

وَ مَنَادِيلُ 

كُفُوفٍ قَد يُلْهِبُهَا الدَّمْعُ ، غِبَّ وَدَاعٍ ، وَ الْقُبُلَاتُ . 

الْخُطْوَاتُ .. 

هِيَ الْخُطْوَاتُ بِكَ تَمْضِي ..

كَكُلِّ مَنْ عَبَرُوا

حَيْثُمَا تَمْضِي بِهِمُ الْخُطْوَاتُ  ..

حَيْثُ تَقُودُكَ الْخُطْوَاتُ .. ! .


                 * شاعر من المغرب .




Share To: